تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ *** في الكون لم يشتعلْ حُزنٌ ولا أَلَمُ
ولا استحالت حياة ُ الناس أجمعها *** وزُلزلتْ هاتِهِ الأكوانُ والنُّظمُ
فما السَّعادة في الدُّنيا سوى حُلُمٍ *** ناءٍ تُضَحِّي له أيَّامَهَا الأُمَمُ
هكذا تخيل أبو القاسم الشابي السعادة، حلم ناءٍ تقدَّم له الأيام كقرابين نذبحها في بكورها لم يشتد عودها بعد، من أجل سعادة احتجبت خلف غياهب القدر.
لم يفتأ العابرون عبر مواقع الشبكات الاشتراكية (أو مواقع التواصل الاجتماعية كما يسمونها) يضعون تعريفات مبتذلة للسعادة، فتارة يختصرونها في شطيرة من الشوكولاتة، وحينا في فنجان من القهوة، أو لعلهم يحبسونها بين دفتي كتاب احتوى على خلاصة البؤس الإنساني.
قد نتفق أن السعادة هي حالة ذهنية نستدركها بعد أن تمضي، أو ربما نستشعرها حال حدوثها إذا كانت غامرة. وفي أغلب الأحيان تأتي صفة للوقت، وفي حفلات التأبين قد يصفون شخصا ما بأنه عاش حياة سعيدة؛ زعموا!
وفي سبيل الاختصار وسدا للطرق أمام مزيد من الإسهاب الذي يدفع إلى الملل (أبو الكآبة وجد الحزن)، فالسعادة هي مجموع الأوقات المبهجة مضروبا في معدل البهجة (رياضيات)
فلا السعي لجمع المال ولا القعود عنه يفضيان إلى السعادة، لكن أن تجد من تحبه ويحبك، وأن تتشارك معه التفاصيل بحلوها ومرها؛ ذلك مما تنطبق عليه المعادلة.
أن نعيش الحياة بتفاصيلها، أن نحيا للحظة كل لحظة، لا أن نعبر بها كمسافر يعبر طريقا بالسيارة، تلك هي طريقة السعادة. فالحياة هي الطريق، لا السيارة.
خُذِ الحياة َ كما جاءتكَ مبتسماً *** في كفِّها الغارُ، أو في كفِّها العدمُ