رساله من أحدى الازواج لمن تعاني من مقهى الحب
تشتكي الكثير من النساء، من إدمان زوجها للمقاهي،
مما يسبب إهماله للبيت، والأطفال، كما أنها تعاني من الوحدة،
وعدم التواصل في الوقت الذي ترجوا فيه نصف ساعة من الحوار،
تحتار المرأة في السبل والطرق التي يمكنها اتباعها لتجتذب اهتمام الزوج، ولو لدقائق من عمر اليوم،
بينما يستمر في زياراته اليومية، وإقامته الحتمية على مقاعد المقاهي،
وتبدأ المرأة التي جربت كل السبل في لفت انتباهه،
في الإستفسار بجدية عن سبب إدمانه للمقهى،
بينما هي تناديه وتدعوه لقضاء سهرة حلوة معها وهي في أبهى طلة،
في الحقيقة، نحن نتعامل مع الإنسان، والإنسان على الرغم من تركيبته الدقيقة المعقدة، إلا أنه أسهل ما يكون،
إذ أنه برمجة, والبرمجة سهلة التفصيل،
إن الرجل الذي يدمن المقاهي، يقال عنه بأنه يفعل ذلك هربا من مشاكل البيت، أو من الملل والفتور،
او بحثا عن الرفقة، وهذا صحيح إلى حد كبير، ولكن المرأة التي حاولت أن تجعل البيت حميما، وتزينت وتعطرت،
لا تكاد ترى أن هذه أسبابا منطقية لكي يولي زوجها هاربا، بحثا عن المتعة في مقهى قد لا يكون نظيفا، وقد لا يكون مناسبا .....!!!
فما هو السر خلف إدمان الرجل للمقاهي......؟؟
إنها عشيقته التي تستولي على لبه وتفكيره، وتداعب مشاعره وتوقظ حواسه،
وترفع معنوياته، وتعزف على أوتار أعصابه أجمل الألحان،
إنها الهوى، والعشق الحلال، والحب العذري الخفي، التي تسري في دمه وتتحكم في وعيه، ..
إنها القهوة.........!!!
معشوقة الجماهير، وحبيبة القلب، وصديقة المتعة والأنس، القهوة ذات الكيف،
والكييفين، التي تعدل المزاج، وتنعش الذاكرة، وتبهج النفس،...
ذات الرائحة العطرة، المشهية التي لا تقاوم،
صاحبة المذاق الخاص، الخاص جدا، ذلك المرار اللذيذ الممتع،
رشفة صغيرة من القهوة وتحلق في سماء أخرى،...
فنجان القهوة كائن عجيب ساحر ومبدع في تحويل الإنسان من مزاج سلبي إلى إيجابي، ومن حالة ركود إلى نشاط ،
والفكر من متعب إلى مبدع،
لذلك ترتبط عند الرجل الحالة المعنوية العالية، والنشاط، والنشوة بالمقاهى،
لهذا يدمن على ارتيادها.
فالمقهى الذي يقدم قهوة معتبرة، يوفر للمرتادين أحاسيس مرغوبة،
بل مطلوبة، فمن لا يرغب في الإحساس بالنشوة والإبتهاج، .....!!!
إن كنا نردد كلمة إدمان، فهذا لا يعني الإدمان المجازي الذي توصف به الرغبة المستديمة، وإنما نقصد الإدمان بمعنى الإدمان،
فالقهوة تحتوي على مادة الكافيين، وهي مادة يدمنها الجهاز العصبي للإنسان، لكنها ذات مفعول تنشيطي خفيف، ولا خطر فيها، بل على العكس من ذلك،
إنها تقي من الإكتئاب بسبب آثارها المنشطة للمخ، وإثارتها لمشاعر البهجة التي ترفع المعنويات، وبالتالي فهي تقي من خطر التفكير في الإنتحار،
ومن ناحية عضوية فإنها تمنع تليف الكبد وبعض أنواع السرطان كسرطان القولون، كما تقاوم الإصابة بالربو وأمراض القلب والباركنسون.
من ناحية أخرى فهي تقلل خطر الإصابة بالسكر، أما بالنسبة للمرأة فالقهوة بسبب مفعولها الإيجابي ترفع من قوة تحمل الآلام وتقوي
وتحسن الذاكرة و وترفع معدل الطاقة البدنية وتقي من ارتفاع ضغط الدم.
إن معظم الرجال لا يعلمون كل تلك الفوائد للقهوة لكنهم يشعرون ببعضها، إذ أن نتائجها التنشيطية فورية،
إن كنت من مدمنات القهوة فستفهمين ما أقصد، وإن لم تكوني منهم فجربي أن تشربي فنجانين في وقت ما من اليوم، كل يوم لمدة ثلاثة أيام،
ولا حظي كيف تحتاجين في اليوم الرابع للفنجان، وكيف تشعرين إزاء تلك اللحظات التي ارتشفت فيها القهوة،
لكن ليست كل أنواع القهوة تسبب تلك المشاعر الجميلة، والبهجة المرغوبة، فهناك قهوة بلا طعم ولا نكهة، وقهوة بلا رائحة،
وهناك قهوة لا تستطاب،
إن اختيارك لنوع القهوة، مهم في مدى التأثير الذي ترغبين في الحصول عليه، فالقهوة أنواع من حيث النكهة،
والبلد، والحبة والجني، وغيره، والخبراء في القهوة يعرفون ذلك،
كما أنها أنواع من حيث التحضير، فهناك العديد من الوصفات المميزة للقهوة، منها ما اشتهر على مستوى العالم أجمع كالموكا،
وهي قهوة يمنية الأصل نسبة إلى ميناء مخا،
وقهوة الأسبريسو، و القهوة التركية، والعربية، وغيرها ......
ولكل قهوة نكهة مميزة، تكتسبها عبر مدة التحميص أو الغلي،أو عبر الإضافات، فهناك القهوة بالبندق، والقهوة بالفنيليا، والقهوة بالعسل، .........
إن القهوة التي تلعب بكيان الإنسان وتداعب مشاعره، أصبحت اليوم وسيلة جذابة لمداعبة الزوج، وتدليله،
وقد أكون اليوم أكثر كرما إذ فكرت في طرح بعض الأسرار المميزة للعلاقات الزوجية العاطفية والجنسية عبر فنجان قهوة، ........!!!!
اخواتي الغاليات
يبدوا أن تخصيص ساعة من عمر اليوم لتقديم فنجان قهوة معتبر، وفائح الرائحة، يساعد كثيرا على التواصل بين الزوجين،
فالرجل الذي يحتسي قهوته قربك، يصبح أكثر مرحا وودا، كما يصبح قادرا على الإنفتاح والإستماع لك،
إنه راغب في التواصل والتواد، وبشكل خاص حينما تعجبه القهوة، ويستأنس بها.
إن تقديمك للقهوة في حلة جميلة، وفنجان مشهي، وبطريقة مبتكرة لا يعرفها سواك، يجعل هذا الرجل يدمن تلك اللحظات الجميلة التي يقضيها قربك،
ويتعمد كل يوم على فضاء ذلك الوقت من عمر اليوم معك، لأنه وعبر حسبة بسيطة
يصبح مبرمجا على الجلوس معك ليحصل على نفس النشوة التي يحصل عليها كلما ارتشف الفنجان،
كما أنه وبشكل غير مباشر يربط بين الجلوس معك، وبين الحالة الذهنية الرائعة التي تصيبه، فيعتقد عادة أن الجلوس معك ممتع،
كما كان يعتقد أن الجلوس في المقهى ممتع،
إنها تماما كالعطر الذي تستعملينه في أيام خطبتك الأولى، وعندما تشمينه بعد عدة سنوات تستعيدي تلك المشاعر العذبة الجميلة لتلك الأيام،
يصبح الرجل كلما أراد الحصول على ذلك المستوى من المتعة جاء إليك، او فكر فيك، إنه تلقائيا يربط جلوسه إليك، بفنجان القهوة الممتع،
في رواية قديمة ـ عمرها نصف قرن من الزمان ـ كنت اقرأها لكاتب برازيلي يقول على لسان بطل الحكاية :
(( إني أشعر بالنشوة كلما قبلت جسدها، إنها عطرة، ....... إني أدمن هذه المرأة ولم يعد لدي خيار))......
وفي صفحة أخرى من الرواية تقول بطلة الحكاية:
(( هذا ماء القهوة إني أغسل جسدي به يوميا، قبل لقائي بحبيبي، ففي القهوة سحر عجيب، ..... إنها عادة جداتي))
وبعد زمن، قمت بعملية بحث صغيرة لأفهم ما تعنيه عبارة ماء القهوة،
وفهمت أنه الماء الذي تغسل به حبات القهوة الناضجة استعدادا لتنشيفها، ......!!!!
فياترى كم قصة حب، نشأت في مقهى، ........؟؟؟!!!!
عزيزاتي، إني أحب القهوة، وأحب أن أتعلم كل شيء عن طريقة صنعها،
من منكن تحب أن تدلي بدلوها، وتقدم لنا وصفات جديدة ومبتكرة .......
فلنجتمع معا في مقهى الحب، هنا، ونصنع ما لذ وطاب من وصفات القهوة الممتعة.
مما راق لي