تغطي الألوان المتعددة الجذع اللامعة من أشجار النخيل، على امتداد الحدائق المحيطة بنهر مابوتشو الذي يشطر عاصمة التشيلي سانتياغو، إلى قسمين. وفي مكان قريب، ويطل على متحف “ناسيونال دي بيلاس ارتيس،” توجد مقاعد خشبية مغلفة بأنماط هندسية منسوجة من خيوط الصوف. وغطيت الكثير من الأشجار، والقوارب، والمقاعد الخشبية في الحدائق بمنسوجات الصوف، في الأشهر الأخيرة، من خلال حركة معروفة محلياً باسم منسوجات “إنتيرفينسيونيز” والتي ألهمت الخيال في مختلف أنحاء بلدان أمريكا الجنوبية.
ولم تعد الحياكة بعد الآن، مقتصرة على الجدات فقط. وقالت كلودي تابيا ريتامال، مؤسسة مجموعة الغزل الجماعي، “لانابويرتو” في كوكيمبو، وهي بلدة ساحلية في شمال تشيلي، إن المشروع اجتماعي ويتضمن أهداف بعيدة المدى . وأوضحت ريتامال والتي تعمل في مجال تصميم الأزياء، أنها تحاول جذب الناس إلى القيام بدور أكثر نشاطاً في مجتمعهم، مشيرة إلى أن هدف المجموعة كان تحطيم الصور النمطية، والتي تعتبر أن الحياكة هي فقط للجدات، ومحاولة أخذ هذا المفهوم إلى إطار آخر حتى يضم النساء، والرجال، والأطفال. وحتى الآن، قامت المجموعة بغزل قارب للصيد، وأبراج السيطرة على اثنين من الرافعات الصناعية، والعديد من الدراجات الهوائية. وقبل عدة أشهر، قضت مجموعة الغزل الجماعي، فترة ثلاثة أشهر لتغطية جسر حديدي بالصوف على طول الواجهة البحرية.
وقالت ريتامال: “بالنسبة لي، هو شكل من أشكال العمل الجماعي الممتع، وقد ساعد بتسهيل شبكات الصداقة وتنشيط المدينة”. وتطمح المجموعة في الفترة المقبلة إلى اجتياح العديد من المهرجانات الموسيقية وتغطية أماكن المهرجانات بمنسوجات الصوف الملون، فيما تتوقع تغطية المعالم المميزة، من حول العالم. وأوضحت ريتامال أن “المدن عادة لديها هوية باردة وبعيدة” مضيفة: “أردنا تغيير كل ذلك حتى يشعر الناس بارتباط أقوى، يشبه الانتماء إلى مجموعة معينة، وتقدير الفن الحضري، والتعبير عن الذات، والتسبب بثورة في الحياكة، من خلال تنشيط هذا التقليد، ونفخ الروح فيه خلال القرن الـ21 “.