الشاعرة السورية بلتيس
وهذا نص من مقتطفات اشعارها "إذا كنت امرأة غزل.. فأى لوم فى ذلك ألم يكن هذا واجبى كأمرأة"لمحة عن حياة بلتيس
ولدت الشاعرة السورية ) بلتيس( فى آواخر القرن السادس قبل الميلاد فى قرية جبلية فى مقاطعة )بامفيليا Pamphilia( على الساحل الجنوبى لبلاد الأناضول، والمطلة على البحر المتوسط، حيث القرى مظللة بالغابات الجميلة، والوديان المثقلة بالصمت، والمليئة بالسكون. وقد ولدت)بلتيس( من أم فينيقية سورية واب يونانى. ويبدو انها لاتعرف والدها، فهى لم تشر اليه فى ذكريات طفولتها، إذ ربما مات قبل أن تولد. والا كيف حملت اسماً فينيقياً، هو الاسم السوري لالهة الحب والجمال عند اليونان )أفروديت( وليس من الصعوبة بمكان، ادراك كيف اتخذت )بلتيس( اسمها الفينيقى هذا، فقد كان بمقدور امها اعطاءه لها.فى مطلع شبابها تكدرت حياتها بحب نعرف عنه القليل. وقد تركت مسقط رأسها )بامفيليا( لأسباب غامضة، وانتقلت للعيش فى مدينة)ميتيلينى( فى جزيرة )ليسبوس( وهناك تعرفت )بلتيس( الى الشاعرة)سافو( التى علمت البامفيلية الصغيرة فن الغناء. ومن المؤسف ان )بلتيس( لاتعطى الا قليلاً من التفاصيل حول تلك المرأة، وعوضاً عن ذلك تركت لنا )بلتيس( حوالى ثلاثين قصيدة او مغناة حول صداقتها مع فتاة من عمرها عاشت معها، كانت تسمى )منا سيديكا Mnasidica( وفيما مضى كنا نعرف هذه الفتاة من بين شعر لـ )سافو( يمجد جمالها وتقول فيه: "كانت مناسيديكا جميلة ورائعة" والذى يقرأ اشعار)بلتيس( فى صديقتها سيقع حتماً فى حب هذه الفتاة.فى جزيرة قبرص انتقلت الشاعرة )بلتيس( للعيش فى جزيرة قبرص، بعدها أدركت أن لاشئ يبقيها فى )ميتيلينى( وكانت قبرص فى ذلك الحين جزيرة)يونانية- فينيقية( يعيش فيها الفينيقيون واليونانيون جنباً الى جنب كما هى الحال فى )بامفيليا(.وفى جزيرة قبرص اكتشف عالم الآثار)ج. هايم Herr G.Hiem( قبر الشاعرةبلتيس فى )باليو – ليميسو Paleo – Limisso( على جانب طريق قديم غير بعيد عن بلدة )أماثوس Amathus(.كان القبر تحت الارض –حسب عادات الفينينقين، وقد نجا من صيادى الكنوز الاثرية.وقد وجدت فى قبرهاقوارير عطر، كانت احداها لاتزال تحتفظ بالرائحة الذكية. كما وجدت مرآتها الفضية. وكذلك قلم الكحل، الذى يلون باللون الازرق فوق اجفانها، ومنحوته صغيرة لـ )عشتار( العارية ربة الجمال والحب. ينظر فوق الهيكل العظمى. وعدة قطع من الحلى الذهبية، وقطعة حلى فضية. كأنها غصن من الثلج.تبدو أشعار )بلتيس( غاية فى البساطة، وكأنها بلا أدنى جهد، ولكن فى الوقت نفسه غاية فى البساطة وكأنها بلا أدنى جهد، ولكن في الوقت نفسه غاية في التناسق والاتقان، وتلك قمة شامخة من قمم الشعر الغنائي كانت بلتيس( فخورة بإنتمائها الى ارض سوريا المقدسة، التى وصفها)هوميروس( بأنها )ارض الآلهة
( وتقول بلتيس:"منذ نعومة أظفاري، تلقنت حب أدونيس وعشتار.. واسرار سوريا المقدسة.. والموت والعودة الى عشتار، الالهة ذات الأجفان المدورة" "ومن الجدير بالذكر أن أشعار بلتيس قد طبعت بأمريكا عدة مرات تحت عنوان ) Songs of Biltis ( وفي عام 1977 تم تصوير فيلم سينمائي في فرنسا عن حياتها بعنوان ) بلتيس ( من أخراج ) دافيد هاملتون ( كما حملت اسمها مقطوعات موسيقية رائعة.وهذا من اشعارها الاخيره قبل وفاتها قبر بيلتيس (التاريخ الأخير)تحت أوراق الغار السوداء، تحت أزهار النسرين العاشقة…هنا أرقد، أنا التي عرفت أن تصوغ الشعر، وتجعل القبلة تزهر.
ترعرعت على أرض العرائس، عشت في جزيرة العاشقات، ومتّ في قبرص، ولهذا اشتهر اسمي، ودُلِّك بالزيت نصبي.لا تبكني أنت يا من تقف، فلقد شُيّعت بجنازة عظيمة
ومزّقت الباكيات خدودهن.
وأرقدوا معي في قبري مراياي وعقودي.والآن على المروج الشاحبة، مروج أسفوديل،
أتخطّر ظلاً لا يُمسّ ولا يُرى وذكرى عمري فوق التراب هي جذل حياتي تحته.
مونى كليوباترا