يقال بأن الحب دواء جميع الأسقام، وقد كشفت دراسة أخيرة بأن فقدان الحبيب يسبب أمراضا فيزيائية لا تعالج إلا بعودته، هذه الأمراض يشبهها العلماء بالإدمان لشدة علاقة المدمن بالمخدر.
وفقا لجامعة ستوني بروك في نيويورك، فإن الكآبة التي يعيشها الشخص خلال الانفصال تؤثر على نفس الجزء من الدماغ الذي يتم تحفيزه خلال الإدمان، إذ أظهرت تحاليل لمسح الدماغ نتائج متشابهة بين الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة عاطفية بسبب الفراق وبين مدمني الكوكايين.
وكشفت دراسة أجرتها الجامعة ونشرتها صحيفة الديلي ميل البريطانية، بأن دوامة الاكتئاب التي يدخل فيها المرء بعد الطلاق والانفصال تسبب 6 أمراض جسدية أولها:
1- الاكتئاب والقلق وصعوبة النوم
بعد الطلاق وفقدان الشريك، يدخل الأشخاص في دوامة من الاكتئاب والقلق، وهذه الحالات النفسية تسبب اضطرابات في النوم.
عالمة النفس الدكتورة سوزان كويليام تقول بأن الاكتئاب يعيد إلى الذهن ذكريات عميقة الجذور، ذكريات عن الطفولة والشعور بالوحدة، ذكريات تعود إلى ذهن الشخص دون إرادته.
وأوضحت الدكتورة بأن الانسان مبرمج منذ ولادته بحاجته للاتصال البشري، ومبرمج بأن يتأثر في حال فقد هذا التواصل، نحن مبرمجين للمعاناة في حال تم التخلي عنا، ولدينا شعور دائم بالخوف بأن نفقد الشخص الذي يرعانا. ولذلك فإن الفراق يحيي تلك المشاعر ويجعلنا نشعر بالخوف والحزن وانعدام الأمان.
2- آلام في الصدر
وفقا لعلماء النفس بجامعة كولومبيا، فإن الألم العاطفي الشديد يمكنه أن ينشط نفس الأعصاب التي ينشطها الألم الجسدي. ولذلك فإن الشعور بالرفض أو الحزن على فراق الحبيب أمر مؤلم فعلاَ ويشبه تقريبا الألم الذي تشعره عندما تتلقى لكمة.
3- النوبات القلبية
بعدما يحصل الفراق أو الطلاق، يفرز الجسم كميات هائلة من هرمونات الإجهاد، الكورتيزول والأدرينالين. وهذا يؤدي إلى تسارع ضربات القلب وعدم انتظام دقاته.
وفي هذا الشأن يقول الدكتور غراهام جاكسون، بأنه كان شاهداً على حالات وفاة ليست بقليلة سببها نوبات قلبية حدثت مباشرة بعد الطلاق أكثرها لدى النساء.
وأوضح بأن الشعور بالقلق يرفع مستويات الأدرينالين، فيصاب الجسد بالاجهاد وذلك قد يسبب نوبة قلبية مفاجئة والموت. فضربات القلب السريعة جدا تعمل على تضيق الأوعية الدموية، وحتى إن لم تؤدي إلى نوبة فهي تسبب حتما اضطرابا في ضربات القلب.
4- مشاكل البشرة
هرمونات القلق التي يفرزها الجسم بعد الانفصال أو الطلاق تحدث مشاكل في البشرة، إذ يقول دكتور الأمراض الجلدية دارون سوكرمان من عيادة هارلي ستريت في لندن ، أن كوكتيل هرمونات الإجهاد التي يفرزها الجسم عند القلق تسبب أضرارا عدة بالبشرة مثل الأكزيما، والثعلبة، وحب الشباب. والأشخاص الذين يمرون بحالة كآبة يتجاهلون علاج هذه المشاكل فتجدها تتفاقم شيئا فشيئا.
5- مشاكل في الحركة
وفقاَ لدراسة أجرتها جامعة تكساس، يعاني 23 بالمائة من الأشخاص الذين دخلوا في حالة من الكآبة بسبب الطلاق، بمشاكل في الحركة والمشي وصعود السلالم. وقالت سامي مارجو أخصائية في العلاج الطبيعي بأن الكثير من المرضى يأتون إلى المركز وهم يشتكون بآلام في المفاصل، واتضح بعد الفحص بأنهم لم يتعرضوا لأي حادث، ولكن مشكلتهم كانت بسبب الانفصال. وأضافت الدكتورة بأن بعض المرضى يشتكون من آلام في الرقبة والكتف التي سببها عادة الجلوس الطويل على المكاتب، ولكن اتضح بأن السبب هو حالة الاكتئاب ما بعد الطلاق. وأوضحت سامي بأن القلق يسبب الشد العضلي المؤلم وضعف العضلات مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابات.
6- زيادة الوزن رغم فقدان الشهية
الأشخاص الذين يشعرون بالاكتئاب يعانون من قلة النوم ويصابون بالخمول الذي يمنعهم عن ممارسة الرياضة، مما يؤدي إلى تراكم الكيلوغرامات في جسمهم رغم قلة الأكل.
فوفقا لعلماء الطب بجامعة هارفارد، فإنه عند الشعور بالقلق والحزن، ينتج جزء من الدماغ يسمى المهاد هرمون يقمع الشهية. ويرسل الدماغ أيضا رسائل إلى الغدد الكظرية في الكلى لضخ الأدرينالين، الذي يمنع استجابة الجسم لحاجاته ويكبح الشهية. ومع ذلك يزيد وزن الشخص خاصة من جهة الوسط بسبب ارتفاع انتاج الانسولين في الجسم والذي يعمل على تحويل السكر إلى دهون.
الاكتئاب يسبب أيضا خللا في اللأوعية الدموية للجهاز الهضمي، والتي يمكن أن تؤدي إلى آلام في المعدة والإسهال والإمساك.
وللتخفيف عن أوجاع الفراق تقول الدكتورة سوزان كويليام بأن محاولة تذكر أسباب الطلاق، هي فكرة جيدة يمكن أن تساعد في منع الغرق في حالة الاكتئاب، لا سيما إذا كان سبب الطلاق أمر لم يكن له حل سوى الفراق. فذلك من شأنه أن يمنح الشخص القوة والرضى عن النفس.