بغداد ناقصة ألوان... حملة فنية شبابية
لا توجد عاصمة في العالم تنتشر الحواجز الإسمنتية في شوارعها ومناطقها مثل بغداد، حتى باتت هذه الحواجز معلماً من معالم هذه العاصمة التي لا يفارقها العنف منذ سنوات. لكن مجموعة من الشباب قررت تغيير هذا الواقع بالرسم على هذه الحواجز وإخفاء ألوانها الكئيبة في حملة «بغداد ناقصة ألوان».وبسبب الوضع الأمني في بغداد منذ سنوات، تنتشر الحواجز الإسمنتية في الشوارع العامة أو لحماية المؤسسات الحكومية والجامعات ودور العبادة والأسواق التجارية بسبب العنف والتفجيرات المتواصلة التي تضرب بغداد.وبدأ عدد من الشباب والناشطين المدنيين بحملة «بغداد ناقصة ألوان»، من خلال الرسم على الحواجز التي تحاصر عاصمتهم من كل جانب، وبعد تفاعل شباب بغداد ازدادت وتيرة الحملة أكثر.ويقول صقر معن صاحب فكرة حملة «بغداد ناقصة ألوان» لـ «الحياة» إن «الرسم على الجدران وتلوينها بمثابة تظاهرة فنية شبابية، لا نستطيع رفع هذه الحواجز بسبب الأوضاع الأمنية السيئة، لكننا نستطيع تغيير أشكالها للأحسن».ويشارك صقر العديد من الشباب الذين يجيدون الرسم، كما إن الحملة جذبت العديد من الشباب، وحتى الذين لا يجيدونه، لكنهم شاركوا أيضاً في دعم الحملة، ويسعون لبث الحياة والروح في بغداد.وعن مواضيع الرسوم التي اختاروها للحملة يقول صقر إنها متنوعة، ومرتبطة بمعالم عراقية وبغدادية مثل الشناشيل والنخيل والمناظر الطبيعية «ولا نترك أي حاجز إسمنتي من دون تلوينه، لأن همّنا هو إخفاء لونه الباهت الذي يبعث على الكآبة».الحملة التي بدأت في أحد أحياء بغداد ستنتقل خلال أيام إلى أماكن أوسع، أبرزها الحواجز الإسمنتية الموضوعة حول ملعب «الشعب» لكرة القدم وسط المدينة، وتلك الحواجز الموضوعة حول جامعات بغداد والمستنصرية والجامعة التكنولوجية.ويقول صقر إن الحملة تسعى أيضاً إلى دعوة أمانة بغداد والمسؤولين في المحافظة لتجميل شوارع العاصمة ومبانيها من خلال أشياء بسيطة لا تكلف الكثير وسيكون مفعولها إيجابياً على البغداديين وهم يتجولون في مدينتهم. PUKmedia عن الحياة اللندنية