مساءَ البارحة .. دُعِيتُ لشُربِ القهوة ..مع ثُلَّةٍ من أصدقائي ..
تلاطَمَت بيننا أمواجٌ من الأحاديثِ المتنوِّعة ..
وقبلَ أن يتسلل الملل إلى الطاولة ..
طرَحَ علينا أحدَهُم سؤالاً .. أعادَ بهِ الملل إلى سردابه هارباً ..
كان السؤال .. ماذا تعلَّمتَ منَ الحُبّ ؟!!..
أجابَ أوَّلُنا .. تَعلَّمتُ تصميمَ باقاتِ الورد و الزهور ..
أَتْبَعَهُ الثان .. تَعَلّمتُ كتابةَ الغَزَلِ وأبياتَ الهَيَام ..
كانت إجابتي .. تَعَلَّمتُ الكيمياء ..
في أقلَّ من لحظة .. رُسِمَت لوحةٌ من الدهشة على وجوه الحاضرين ..
وقبلَ أن يُمطِروني بسُخريَّتهِم ..أَتبَعتُهُم بشَرحِ إجابتي قائلاً :
كلّ الفتيات عِندَما يُسأَلْنَ ممَّا صُنِعتُنّ يُجِبنَ :
من الماء والسُّكَّر .. العسل .. خلاصة الورد.. أو .. أو .. أو ..
إلا مَن أحبَبتْ .. كانت مُعادلَةَ خَلْقِها إعجازٌ في التكوين ..
كبرياءٌ ممزوجٌ بغرورٍ مُستَحقّ .. رُقيٌّ في التَّواضُعِ ..
أُنُوثَةٌ رِقَّتُها بصَلابَةِ رَجُل ..سَنَاءٌ عَصيّ .. مَرَحٌ طُفُولِيّ ..
مُذَابَةٌ مُكَوِّناتُها بفَيضٍ مِن قطرِالندى ..
عَلَت وجوهُ أصدقائيَ بسمةٌ يُخالِطُها إعجابٌ ساخر ..
لكن لا يهم .. فقد شربتُ قهوتي ..