بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف خلق الله اجمعين محمد سيد الأنام و على اله و صحبه الطاهرين.السلام عيكم اخواني و اخواتي اعضاء و متابعي هذا الموقع الجميل. لا يخفى عليكم جميعا ما قدمه الريال في العام المنصرم من فن و ابداع و مستوى خرافي توجه بالعديد من الألقاب مضيفا اكثر من كأس ذهبية الى خزينة الريال الممتلئة بالجواهر و النفائس الثمينة ما عجز عنه غيره ان يصل اليه.
لاشك ان مباراة سوسيداد كنا قد توقعنا نتيجتها حتى قبل بدء المباراة و بعدد اهدافها ايضا نظرا لأنها جاءت بعد سلسلة من النتائج المتواضعة للملكي في العام الجديد تمثلت في الخروج من كأس الملك و الخسارة من الخفافيش و الإنتصار الصعب على قرطبة و كان لابد للريال من الخروج من هذه الدوامة التي كادت ان تأتي على الأخضر و اليابس. و لكن من شيمة الريال و بالعودة الى تأريخه التليد ان ينهض من كبوته سريعا و يتدارك الأمر و يعود الى قيادة القافلة نظرا لما يمتلكة من فلسفة و فكر لا يرضيان الا بالريادة و الفوز و التتويج . نحن الآن في منتصف الطريق و النتائج المتحققة الى الآن تبشر بالخير ، فالأبيض متصدر للدوري و تأهل الى الدور 16 من دوري الأبطال و لديه ارقام تهديفية مخيفة .ما ينتظر الريال من مباريات مصيرية تحدد ملامح موسمه قد بدأ الآن حيث مباراة اشبيلية المؤجلة هي بمثابة المسمار الأول في نعش الليغا الذي يتربص به كل من البرسا و اتلتيكو و هم يمنون النفس بسقوط الريال كي يصعدا الى الصدارة. بالعودة الى مباراة الريال مع سوسيداد و ما قدمه الريال من مستوى جيد نعود و نقول بأن هذه المباراة و رغم نتيجتها العريضة لصالح الريال لم تخل من مطبات و نواقص و انحدار و هفوات في الأداء التي على الريال و كادره التدريبي ان يقفوا عليها جميعا و حلها قبل الإمتحان القادم حيث ان عودة ايسكو قد اعاد للريال نصف بريقه المتمثل بالسيطرة على الوسط و خلخلة دفاعات الخصوم و نحن بانتظار مودريتش لكي تكتمل الحسبة و يعود الريال مرعبا للكبار قبل الصغار. ان استقبال هدف من الخصم في الدقائق الولى من المباراة مع كل من اتلتيكو و قرطبة و سوسيداد ليست بالصدفة و على انشيلوتي ان يجد لها حلا قبل ان تستفحل و تصبح من المسلّمات حيث ان تأثير الهدف المبكر يكون كبيرا و سلبيا على مردود الفريق قبل ان يستعيد المبادرة و ان هذه الأخطاء و الهفوات الساذجة تكون مميتة مع فرق بحجم اتلتيكو و برشلونة و شالكة و غيرهم و يصعب التعويض كما فعلنا مع سوسيداد مؤخرا.كما ان الشق الدفاعي بحاجة الى عمل اكبر و صرامة اكثر و انتباه اشد لمراقبة الخصوم وسد الثغرات و بعودة بيبي سوف يتم حل هذا الأمر مع التأكيد على كل من مارسيلوا و كارفخال ان لا ينسيا دورهما الدفاعي حيث ان معظم الأهداف المسجلة على الريال مؤخرا اتت من جهتيهما.و لخط الوسط الذي لا يزال يفتقر الى الكثافة اللازمة دور مهم في ربط الخطوط و تغذية المهاجمين و الأطراف بالتمريرات الدقيقة و استخلاص الكرة عند فقدانها حيث ان كروس و ايسكو يقومون بذلك مع ضعف المساندة لهم من المهاجمين حيث جميع مهاجمي الريال دون استثناء لا يقومون بالدور الدفاعي المطلوب لذلك نرى خط الوسط و الدفاع يتحمل الوزر الأكبر عند ارتداد الهجوم على الريال كما ان المهاجمين انفسهم و بالأخص بيل لا يزالون يتصفون بشيء كبير من الأنانية في التمرير الى من هو اكثر احتمالا للتسجيل بالإضافة الى اهدار الكثير و الكثير من الفرص السانحة للتسجيل التي ليست بحاجة الى كثير من الفن قدر حاجتها الى الهدوء و التروي في التسديد و التمرير.اخيرا انا من القائلين بمقولة (رب ضارة نافعة) فخروج الريال من الكأس و فقدان تلك البطولة لكن ذلك قد يوفر على الريال المزيد من الوقت للإستعداد لمباريات الدوري و دوري الأبطال بشكل اكثر راحة و انسيابية و مباراة اشبيلية القادمة في البرنابيو سيكون بمثابة الإنطلاقة الجديدة للريال لعمل فارق اكبر في النقاط عن الملاحقين الى 4 نقاط و الضغط عليهم ليفقدوا الثقة في سقوط الريال و امكانية الحلول مكانه في الصدارة حيث لا غنى للريال عن الفوز بهذه المباراة المقامة على مسرح الأبطال و اتخاذه وحدة تدريبية نموذجية لإلحاق الهزيمة بأتلتيكو من بعده لإبعاده نهائيا من المنافسة على اللقب الذي كسبه العام الماضي عذرا على الإطالة و لكم موفور الشكر و السلام عليكم و حمة الله و بركاته./اخوكم زلال الصافي