الأحد 01 فبراير, 2015 - 12:07 بتوقیت أبوظبي أبوظبي - سكاي نيوز عربية
عندما اجتاح مسلحو "تنظيم الدولة" المكتبة المركزية في الموصل في وقت سابق من هذا الشهر، كانوا في مهمة لتدمير عدو مألوف هو أفكار الآخرين.
وقال سكان إن المتطرفين حطموا الأقفال التي كانت تحمي أكبر مستودع للتعلم في المدينة الواقعة شمالي العراق، وقاموا بتحميل حوالي 2000 كتاب، بما في ذلك قصص الأطفال والشعر والفلسفة، ومجلدات عن الرياضة والصحة والثقافة والعلوم، وذلك في 6 شاحنات من طراز بيك أب، وتركوا النصوص الإسلامية فقط، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتيد برس".ووفقا لرجل ممن يعيشون في الجوار نقل عبارة قالها له مسلح من داعش: "هذه الكتب تروج للكفر وتدعو إلى عصيان الله، لذلك سيتم حرقها".وقال الرجل إن المسؤول في "تنظيم الدولة" ألقى كلمته المرتجلة أثناء تعبئة الآخرين للكتب في أكياس الطحين الفارغة.ومنذ سيطرة أعضاء "تنظيم الدولة" على ثلث العراق وسوريا المجاورة، سعوا لتطهير المجتمع من كل ما لا يتوافق مع تفسيرهم العنيف للإسلام، فدمروا بالفعل العديد من القطع الأثرية التي اعتبروها وثنية، وحتى المواقع الإسلامية التي اعتبروها وثنية، وأصبحت الكتب حاليا بشكل متزايد مستهدفة أيضا.وتضم الموصل، وهي أكبر مدينة في الخلافة التي أعلنها "تنظيم الدولة"، سكانا متعلمين ومتنوعين نسبيا، وهم الذين يسعون إلى الحفاظ على المواقع التراثية والمكتبات. فالمجموعات التي يعتقد أنها دمرت في المكتبة المركزية هي الصحف العراقية التي يرجع تاريخها إلى أوائل القرن العشرين والخرائط والكتب من الإمبراطورية العثمانية ومجموعات كتب قدمتها نحو 100 من العائلات الراسخة في الموصل.وبعد يوم من نهب المكتبة المركزية، اقتحم المسلحون مكتبة جامعة الموصل، وأضرموا النار في مئات من كتب العلم والثقافة، مدمرين إياها أمام الطلاب.ومنذ انتصاره على القوات الحكومية والسيطرة على الموصل الصيف الماضي، دمر "تنظيم الدولة" عشرات المواقع التاريخية، بما في ذلك أضرحة في مساجد أقيمت منذ قرون.داعش والمغولمن جانبه قال النائب العراقي حكيم الزاملي إن التنظيم "ينظر للثقافة والحضارة والعلم كأعداء شرسين له".ويقارن الزاملي، بين داعش والمغول المداهمين في العصور الوسطى، الذين نهبوا بغداد في 1258، وألقوا مجموعات الكتب القديمة من مجالات التاريخ والطب وعلم الفلك في نهر دجلة، حيث روي أن المياه تحولت إلى اللون الأسود من الحبر الجاري.وقال: "الفرق الوحيد أن المغول رموا الكتب في نهر دجلة، بينما الآن داعش تحرقها ... طريقة مختلفة، ولكن نفس العقلية".
لاحول ولا قوة الآ بالله العلي العطيم