أشياؤها..
بعد مرور ثلاثين مرت كمرّ سحابة، وجدت بين أشيائي شيئًا من أشيائها؛ ما الفرق بين أشيائي وأشيائها؟!
عبقها ما زال في تلك القنينة العطرية الفواحة رغم نفادها، وبصمات أصابعها ما زالت تنطبع في عينيّ على تلك الزجاجة، وتفوح رائحة العود الندية منها، فأشتم ريح عبيرها فوّاحًا معها.
لا زلت أذكر تلك النظرة الملتمعة في عينيها وهي تناولني إياها في يوم ميلادي، وتقول: هل ستنساني بعد نأي وسفر؟! فتردّ عيناي: لم تكوني يومًا بعيدةً عن قلبي منذ ميلادي حتى آخر قطرة من زجاجتك الأنيقة، ولن تكوني؛ فأشياؤكِ: عطركِ، وفوحُه، ونظراتكُ، وبصماتكِ، وكلّ ما تركته من ذكرى تذكّرني بكِ!
قد نلتقي في درب ذكرى موجعة، فتوقظين كل شيء فيّ، إلا قلبًا لم يزل رطبًا بذكراكِ بعد ثلاثين.
بقلم : أيوب العسري