فاطمة الزهراء ع
كتاب مقتل الحسين للخوارزمي عن حذيفة قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا ينام حتى يقبل عرض وجنة فاطمة..
وعن ابن عمر: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قبّل رأس فاطمة وقال: فداكِ أبوكِ، كما كنت فكوني. وفي رواية: فداكِ أبي وأمي.
وفي ذخائر العقبى عن عائشة: قبّل رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحر فاطمة. وفي رواية: فقلت: يا رسول الله فعلتَ شيئاً لم تفعله؟ فقال: يا عائشة إني إذا اشتقت إلى الجنة قبّلت نحر فاطمة.
وروى القندوزي عن عائشة قالت: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا قدم من سفر قبّل نحر فاطمة وقال: منها أشمّ رائحة الجنة.
وبهذه الأحاديث الآتية - الصحيحة عند الفريقين - يمكن لنا أن نطّلع على المزيد من الأسباب والعلل التي كوّنت في سيدة النساء تلك القداسة والعظمة والجلالة:
1 - قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون) ومريم بنت عمران
2 - وقال أيضاً: خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد.
3 - وقال أيضاً: حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم.
هذه أحاديث ثلاثة تصرّح بتفضيل هذه السيدات الأربع على سائر نساء العالم، ولكنها لا تصرّح ببيان الأفضل من تلك الأربع، ولكن الأحاديث المتواترة المعتبرة تصرّح بتفضيل السيدة فاطمة الزهراء عليهن وعلى غيرهن.
ونحن لا نشك في ذلك، بل نعتبره من الأمور المسلّمة المتفق عليها لأنها بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا نعدل بها أحد، ولم ننفرد بهذه الحقيقة، بل وافقنا على ذلك الكثير الكثير من العلماء والمحدثين المنصفين من المتقدمين منهم والمتأخرين والمعاصرين، بل صرّح بذلك بعضهم، وإليك بعض أقوال أولئك الأعلام:
عن مسروق قال: حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت: إنا كنا أزواج النبي عنده لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي، لا والله ما تخفي مشيتها من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما رآها رحَّب بها وقال: مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارهافبكت بكاءً شديداً، فلما رأى حزنها سارّها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها - أنا من بين نسائه -: خصّك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسرّ من بيننا، ثم أنت تبكين! فلما قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) سألتها: عمّا سارّك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله سره، فلما توفي قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني! قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني قالت: سارَّني في الأمر الأول فإنه أخبرني أن جبرائيل كان يعارضه (القرآن) كل سنة وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلاّ وقد اقترب، فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جزعي سارّني الثانية قال: يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟.
وفي رواية البغوي في (مصابيح السنة): ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟
وفي رواية الحاكم النيسابوري في المستدرك: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء المؤمنين؟
والأحاديث التي تصرّح بسيادتها وتفضيلها على نساء العالمين كثيرة جداًّ، وجُلّها مروية عن عائشة، وعن عمران بن حصين، وعن جابر بن سمرة وعن ابن عباس وأبي بريدة الأسلمي وغيرهم، وقد روى البخاري هذا الحديث في الجزء الرابع 203 من صحيحه، وعدد كثير من علماء العامة كالقسطلاني والقندوزي والمتقي والهيثمي والنسائي والطحاوي وغيرهم ممن يطول الكلام بذكرهم.
ولقد ورد هذا الحديث بطرق عديدة، وفي بعضها: أن سبب ضحكها هو إخبار النبي لها بأنها أول أهل بيته لحوقاً به، وفي بعضها أن سبب ضحكها أو تبسّمها هو إخبار النبي لها أنت سيدة نساء العالمين.
ولكن روى أحمد بن حنبل حديثاً يجمع بين هاتين الطائفتين من الأحاديث: بإسناده عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية الرسول (صلى الله عليه وآله) فقال: مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أنه أسرَّ إليها حديثاً فبكت، ثم أسرَّ إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عما قال: فقالت: ما كنت لأُفشي سرَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى إذا قُبض النبي سألتها؟ فقالت: إنه أسرَّ إليّ فقال: إن جبرائيل كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني به العام مرتين ولا أراه إلاّ قد حضر أجلي، وأنك أول أهلي لحوقاً بي ونعم السلف أنا لكِ، فبكيت لذلك، ثم قال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأُمة أو نساء المؤمنين؟ قالت: فضحكتُ.
وقد روى البخاري في صحيحه ج5 ص21و29:أَن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني.
وروى البخاري عن أبي الوليد: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني.
وقد ورد هذا الحديث بألفاظ متنوعة ومعاني متحدة كقوله (صلى الله عليه وآله):
فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها.
فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها.
فاطمة شجنة مني، فاطمة مضغة مني فمن آذاها فقد آذاني.
فاطمة مضغة مني، يسرني ما يسرّها.
يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك يرضى لرضاك.
فمن عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي بضعة مني.
هي قلبي وروحي التي بين جنبيّ، فمن آذاها فقد آذني.
إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.
أيها القارئ الذكي: بعد الانتباه لهذه الآيات، وبعد الإمعان والتدبير في هذه الأحاديث والروايات ما تقول فيمن آذى فاطمة الزهراء؟؟!!
ونسالكم الدعاء لي والا والدي