سيارة فيراري «أس.أف15-تي» هي السيارة الـ61 المُصمّمة من قبل فيراري للمشاركة في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد. وهذه هي ثاني سيارة يتّم اعتمادها منذ دخول البطولة مرحلة جديدة من القوانين عبر إستخدام محركات توربينية في العام الماضي. كان العالم الأوّل لفيراري مليئاً بالتحديّات والصعوات حيث حاول الإستفادة منها جميعها خلال عملية تصميم سيارته الجديدة. يمكن القول بأن سيارة 2015 هي خطوة الى الامام مقارنة بسيارة الموسم الماضي.
الهيكل
لعلّ أكثر التغييرات الشكلية ما بين الـ«أس.أف15-تي» وسابقتها من الموسم الماضي هو انخفاض مقدمتها وذلك كنتيجةٍ لتطبيق القوانين الجديدة لموسم 2015. لذا ومن بعد عدة مواسم اتسمت بتصميم الأنف القبيح نسبياً، سمحت القوانين الجديدة للموسم القادم بتصميمٍ أجمل للأنف والذي جلب معه كذلك تحسناً ممتازاً في انسيابية السيارة. بعيداً عن منطقة الأنف، لم تتغير القوانين الجديدة كثيراً، هذا ما أعطى الفريق أساساً ثابتاً يستطيع معه المهندسون تصميم هيكلٍ أفضل بكثيرٍ من تصاميم المواسم السابقة.
نظرةٌ سريعة على مؤخرة السيارة تكشف تصميماً أكثر ضيقاً الأمر الذي يسمح باستجرار المزيد من الإرتكازيّة من الأقسام المهمة المحيطة بمؤخرة السيارة. لقد تمت إعادة تصميم الجوانح الخلفية بشكلٍ كاملٍ لتؤمن أداءً ثابتاً في المنعطفات بينما تنتج تأثيراً أكبر للـ«دي.آر.أس» على الأقسام المستقيمة من الحلبة. تمت إعادة هندسة أقنية المكابح الأمامية والخلفية لتؤمن المزيد من التبريد لأقراص المكابح، ولتأمين المزيد من الإرتكازية بقدر أكبر مما كانت موجودة في سيارة الموسم الماضي. كما تمّ تعديل كلّ من جهازي التعليق الأمامي والخلفي لملائمة طبيعة وخصائص مطاط إطارات بيريللي والسماح بالاستفادة القصوى من إمكانيات الإطار.
التكامل
كما كان الحال في موسم 2014، فإن القوانين الجديدة تؤكد بشدة على أهمية التكامل ما بين وحدة الطاقة وهيكل السيارة. لا يقتصر مفهوم التكامل على التغليف فقط أي وضع تلك المكونات معاً ضمن بنيةٍ أنيقة، بل إن التكامل يعني توظيف وحدة الطاقة والهيكل معاً لاستخراج أفضل ما يمكن من السيارة. قام الفريق باختيار مجموعةٍ من أفضل التصاميم المدروسة بعناية وذلك لضمان أفضل الحلول للسيارة الجديدة خاصة من ناحية التبريد لتقديم أفضل مستوى من الإرتكازيّة وأقصى مجالٍ ممكن من قدرة المحرك. بالإضافة لكل ذلك، تم تزويدها بطبقة تبريدٍ تؤمن تدفقاً داخلياً مثالياً للهواء الأمر الذي سمح لها بالتقدم بضع ثوانٍ في اللفة الواحدة مقارنة بسابقتها من الموسم الماضي.
المكابح
كان موسم 2014 أول موسم يتم فيه استعمال ما يدعى بالفرملة السلكية؛ وهو نظامٌ يقوم بحصد أقصى كميةٍ ممكنةٍ من الطاقة الكهربائية أثناء عملية الكبح بينما يقوم في نفس الوقت بالحفاظ على عملية كبحٍ مثالية. أثناء التطبيق العملي، تمت الملاحظة أن الحصول على الطاقة الكهربائية أسهل من الحفاظ على توازن عمليّة الكبح. إلّا أن النظام حصل على العديد من التحسينات خلال الموسم الماضي، لذا فقد تم تحسين هذا النظام أكثر ليسمح لسيارة 2015 بعملية كبحٍ مثالية، الأمر الذي يمنح السائق القدرة على الاستفادة من المكابح في أقصى طاقتها.
ناقل الحركة
لقد سمحت القوانين الواضحة لموسم 2015 على العمل بكل دقة على جهاز نقل الحركة الخاص بفيراري، والاستفادة من التجارب التي مرّ بها الموسم الماضي، لذا فالفريق متأكّد من أن «أس.أف15-تي» هي خطو نحو الأمام في كل النواحي. لقد تم تثبيت وجود ثماني مستويات لنقل الحركة طوال الموسم، كما أن الخبرة التي جمعها الفريق الموسم الماضي تمكنه من اختيار النسب المثالية لتلك المستويات لتلائم السيارة طوال الموسم. لطالما كان قابض ناقل الحركة نقطة قوة لدى سكوديريا، هذا وقد تم تحسينه بسلسلة من التغييرات الدقيقة للتأكد أن السيارة الجديدة ستمتلك أداءً قوياً منذ البداية.
الوزن والإطارات
سمحت القوانين الجديدة لوزن السيارة بالزيادة 11 كيلوغراماً بالمقارنة مع سيارة الماضي الماضي. تستعمل السيارة الجديدة هذا الوزن الزائد الجديد لتضع بعض المكونات التي تضمن زيادة الأداء مع الحفاظ على نقطة ثقل السيارة أقرب ما يمكن من الأرض.
لقد تغيرت الإطارات قليلاً عن سابقاتها في الموسم الماضي. فقد أدى الاستعمال المتواصل للإطارات طوال الموسم الماضي إلى تراكم العديد من الخبرات والمعلومات وصولاً إلى التركيبة التي تضمن ثباتاً أكبر على المضمار خاصة أثناء القيام بعدةٍ مناوراتٍ في آنٍ واحد كالدخول في منعطفٍ والبقاء تحت تأثير قوة الجرّ معاً. إن طيف اختيار الإطارات ما زال شبيهاً بالموسم الماضي؛ إلا أن مستوى أداء السيارة الجديدة العالي سيسمح لفيراري بالاستفادة من أقصى ما يمكن للإطار أن يقدمه.