بسم الله الرحمن الرحيم

كم مرة تعرضنا أخوتي للإحتيال و لم يساعدنا القانون بحجة أنه لا يحمي المغفلين ,
إليكم هذه القصة التي حدثت في الشام دمشق في زمن غابر :

يحكى أن حطاباً فقيراً كان يذهب بحصانه ليحطب ليطعم نفسه و ابنته ,

إحدى المرات أتى السوق ليبيع حطبه فشاهده زمرة من تجار السوق الماكرين

فقال أحدهم و قد كان مشهوراً بذكائه الشيطاني : هل أستطيع شراء هذا الحصان

بما يحمله من الحطب بما لا يزيد عن درهمين ,

فقال رفافه مستحيل لأن الحصان وحده يزيد ثمنه عن الاربعين درهم ,

فتراهن التجار على ذلك قسم معه و قسم ينفي ذلك ,

حينها تقدم التاجر الخبيث من الحطاب و قال له بكم هذا فقال الحطاب بدرهمين ,

فرد التاجر أتعني أن تبيعني ما أراه بدرهمين ؟

لم ينتبه الحطاب البسيط الى طبيعة السؤال فأجاب نعم على مسمع التجار الآخرين ,

أخذ الحطاب الدرهمين فإذا بالتاجر يسوق الحصان المحمل بالحطب

حينها صرخ الحطاب الى أين يا رجل لقد بعتك الحطب و ليس الحصان ,

فرد التاجر بعنف أنه عندما إشترى كان يعني الحصان بما حمل ,

حينها حدثت جلبة أدت إلى قدوم رجال الشرطة فأخذوهم جميعاً

إلى قاضي دمشق حينها .

عندما سمع القاضي الشهود علم أن التاجر إحتال على الحطاب ,

إضطر ليحكم لصالح التاجر لأن الحطاب وافق على البيعة و لا يحق له التراجع .

حينها عاد الحطاب المسكين إلى بيته حزيناً وحكى لإبنته ما جرى

فقالت له لا تحزن يا أبي سيعوضنا الله خيراً منه ,

مرت أيام و إستأجر الحطاب حصاناً لأنه لا يملك ثمنه و ذهب ليحطب

وعندما عاد إلى بيته قالت له إبنته سأذهب معك يا أبي إلى السوق

وأنا سأبيع الحطب , انطلق الحطاب و إبنته الى السوق الى الركن الذي

سلب منه حصانه فأشار الحطاب إلى التاجر الذي إغتصب حصانه ,

فقالت الفتاة لا عليك يا أبي توارى الآن و أنا سأبيع الحطب ,

حينها بدأ المارة بسؤال الفتاة عن ثمن الحطب فتقول لهم عشرة دراهم ,

فيرد الناس عليها أنه ما من احد سيشتري حطبك

لأنك تطلبين أضعاف السعر المنطقي له ,

أحدث هذا جلباً و سخريةً في ذلك الركن من السوق

حتى وصل الخبر للتاجر المحتال و رفاقه

فقال سأشتريه وتقدم إلى الفتاة وقال لها على مسمع المجتمعين

سأشتري ما أرى بالثمن الذي تطلبيه فهل أنت موافقة قالت نعم

حينها إبتسم التاجر تلك الإبتسامة الماكرة

ومد يده إلى الفتاة ليعطيها العشرة دراهم

فنظرت اليها و قالت له هل ما أرى هو ثمن بضاعتي!

فرد ضاحكاً نعم يبدو أنك لما تشاهدي مالاً مسبقاً ,

حينها أخرجت الفتاة سكيناً ففزع التاجر وقال لها هل جننت

فقالت أريد ثمن بضاعتي يدك والعشرة دراهم ,

لم تتم البيعة حينها ذهبت الفتاة و أبيها برفقت زمرة صالحة

من تجار السوق ممن شاهدوا البيعة إلى القاضي ,

فرح القاضي عندما سمع القصة لأنه لم ينصف الحطاب في المرة السابقة

و إستدعى التاجر و قال له إن خداعك إنقلب عليك أنت مدين لهذه الفتاة

بيدك لأن الشهود قالوا أن الفتاة سألتك عندما مددت يدك إليها هل هي

والعشرة دراهم ثمن لبضاعتها فأجبت بالموافقة و لا رجعت في البيع ,

إما أن تقطع يدك أيها المحتال أو أن تفتديها ,

فقال التاجر الفدية أرحم و دفع للفتاة و أبيها ألف دينار ,

طبعاً هذا يساوي في أيامنا هذه ثروة ......

حسناً هذا ما يسمى بالاحتيال و الاحتيال المضاد




تحياتي ارجو ان تروق لكم