غازات متجمدة على أشكال قناديل البحر
للوهلة الأولى قد تعتقد أن هذه الدوائر البيضاء قناديل البحر المتجمدة، لكنك ستكتشف أن ثمة سباق دائر الآن لاستغلال أكبر وأغرب احتياطى للوقود الحفرى فى العالم، وهو الميثان المخزن فى الهيدرات المجمدة الموجودة فى المناطق دائمة التجمد وفى قاع المحيط، وقد أفادت دراسة نشرت أن قاع المحيط المتجمد الشمالى يبعث غاز الميثان وهو أحد غازات الدفيئة بوتيرة تفوق توقعات الخبراء، الأمر الذى قد يفاقم الاحتباس الحرارى، وقالت الدراسة إن “هذا الاكتشاف يبرز مصدرا مهما للميثان تم إهماله حتى الآن وهو طبقة الجليد الدائمة فى قاع المحيط، بدلا من الجليد على اليابسة”، مشيرة إلى أن “هذه الانبعاثات تهدد فى المستقبل بعواقب مأساوية على الاحتباس الحرارى”، وقام فريق باحثين دوليين من جامعة فيربانكس فى الاسكا بدراسة بين 2003 و2008 لمياه الهضبة القطبية الشمالية لسيبيريا الشرقية، التى تغطى أكثر من مليونى كلم مربع فى المحيط المتجمد الشمالى، وركزت دراسات سابقة أجريت فى سيبيريا على الميثان المنبعث نتيجة ذوبان طبقة الجليد الدائمة على يابسة القارة الشمالية، فلطالما اعتبر العلماء أن طبقة الجليد الدائمة فى أعماق المحيط المتجمد الشمالى ستشكل حاجزا منيعا أمام الميثان، وهو غاز يتمتع بقدرة على احتباس الحرارة تفوق ثانى أكسيد الكربون بثلاثين مرة، غير أن ملاحظات فريق جامعة فيربانكس أثبتت أن طبقة الجليد فى قاع المحيط مشوبة بالثقوب وتسرب كميات ضخمة من الميثان.
يتطلب تكوين هذه المركبات مجموعة فريدة من الظروف عن طريق المواد العضوية والفضلات والبقايا التى تغوص إلى القاع وتتحلل إلى عناصرها الأولية
بينما تتغذى الميكروبات على هذه الوجبة اللذيذة فإنها تفرز غاز الميثان وعادة ما تتصاعد فقاعات هذا الغاز إلى السطح، لكن عندما يكون على عمق كاف فإن الضغط المرتفع ودرجة الحرارة المنخفضة للمياه المحيطة تحجز جزيئات الميثان فى سجون مائية وتحبسها فى الرواسب.
الميثان فى شكل الهيدرات يكون أنظف أنواع الوقود الحفرى فعند حرقه يطلق كميات من ثانى أكسيد الكربون أقل من الفحم والنفط وتقريبا لا يترك أى رماد ولا زئبق.
توجد تراكمات هيدرات الميثان بكميات تجعل كل احتياطيات الوقود الحفرى الأخرى تبدو ضئيلة فيوجد ما يقدر ﺑ١٥١٠ إلى ١٧١٠ متر مكعب من غاز الميثان المخزن بهذه الطريقة على مستوى العالم.
الميثان يحتوى على ضعف كمية الطاقة الموجودة فى احتياطيات أنواع الوقود الحفرى الأخرى فى العالم مجتمعة، وذلك وفقا لتقديرات هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية
العثور على هيدرات الميثان المشكلة الأولى فقط من مشاكل عديدة واستخراجها أيضا يمثل تحديا فعلى سبيل المثال يتضاعف حجم الغاز إلى ١٦٠ ضعف حجمه الأولى فى الوقت الذى يصل فيه إلى السطح
ليس كل مخزون هيدرات الميثان موجودا فى المناطق دائمة التجمد أو الرواسب العميقة فى قاع المحيط
أحيانا يتوافر عند قاع البحر أو بالقرب منه متناثر فى الأرجاء مثل أكوام الثلج
على النقيض من الهيدرات الرسوبية لا تتطلب حفرا فى الرواسب فيمكن جرفها بسهولة، ما يجعل تحويلها إلى وقود قابل للاستخدام أسهل من الناحية النظرية
يساعد إنتاج الميثان فى حبس ثانى أكسيد الكربون فى أقفاص ثلجية ما يساعد على حماية البيئة
الميثان المتجمد
يتواجد بكثرة قرب السواحل اليابانية
يرتفع الغاز متجمدا نتيجة فروق الضغط ودرجات الحرارة