المريض والنافذة
تحكي القصة عن أثنين من المرضى يرقدان في أحد المستشفيات كان هناك مريضان في غرفة واحدة. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام،دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف وكان القعيد حالته النفسية غاية في السوء لذا كان صديقه الذي بجوار النافذة يحكي له عما يراه من خلال النافذة وفي تلك الساعة التي يجلس فيها ويطل من النافذة يحكي لصديقه عما يراه من خلال النافذة
وبدا الرجل الاول القعيد ينتظر تلك الساعة بفارغ الصبر ليتمكن من خلالها التعرف على العالم الخارجي
النافذة تطل على حديقة غناء تحيط ببحيرة جميلة يسبح فيها أسراب من الوز والبط".
"إحدى المدارس تنظم رحلة لطلابها وأراهم يتقافزون من مكان لآخر يطاردون الكرة هنا ويطيّرون الطائرات الورقية هناك وعلى وجوههم كم هائل من السعادة والفرح".
"يبدو أن في الحديقة اليوم احتفالا ما فأنا أرى الفرق الموسيقية تنتشر في أنحاء الحديقة ومسيرات ملونة تقطع الحديقة جيئة وذهابا".
"اليوم عطلة وأرى عددا كبيرا من الأسر في الحديقة يتمتعون بالجلوس على ضفاف البحيرة في حين يلعب أطفالهم بدراجاتهم ويطعمون الاسماك "
وبدأ القعيد يتخلى عن احباطاته خلال تلك الساعة التي يجلس فيها زميلة بجوار النافذة الي ان صحى يوما ونادي علي زميله الذي بجوار النافذة
وعندما لم يجبه اجابته الممرضة انه توفي اثناء الليل فحزن لذلك حزنا شديدا ثم بعدها طلب ان يتم نقله الي السرير
الذي بجوار النافذة وظل يحاول ان يجلس بمعاناة وببطء حتي يتمكن من رؤية الحديقة التي عاشها أشهرا من خلال عيني صديقه المتوفى
ليفاجأ بأسطح منازل متهالكة وبسور يرتفع إلى حافة النافذة وبشوارع ضيقة
وعندما سأل الممرضة عن الأمر قالت إن صاحبك كان أعمى ولا يرى شيئا
ويبدو أنه كان يعمل على تشجيعك على التمسك بالحياة.
دمتم بفيض من الود احبتي