بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الأعزاء أصدقاء الشبكة موضوع كثيرا ما اهتممت به لسبب أو لأخر أو لموقف أو لكثرتهم في الوقت الحاضر كتتبته و أعددته سابقا و لأعيد نشره الأن لأهميته لدي عسى أن تستفيدوا من هذه الكلمات التي فيها من الحكمة بعض الشئ.
السلام عليكم ورحمة الله
العديد من الخطابات و الكثير من الردود و جم من الكلمات في عالم الأنترنت و المنتديات خصوصا أو في الواقع الذي نعيشه ...و كثيرة هي الردود الجارحة و المسيئة لنا و التي قد تضعنا في موقف رد الأهانة بالأهانة أو ربما التجاهل و الترفع عن الرد و التعليق.
فعندما نجد أنفسنا في مثل هذه السجالات و المواقف التي تدفعا للدخول في سجال و جدل عقيم لا فائدة مرجوة منه أو ربما تخرج كلمات تخرج عن الأدب و الأحترام أو ربما نقع في مواجهة مع سفيه و نترفع عن الرد عليه
أذن بعد هذه المقدمة ...من هو السفيه ؟؟؟
أولا من هو السفيه؟ ... السفيه هو من لا سفيه له، بمعنى لا سفيه مثله يرده عن سفهه، فالسفه في السفيه أصل، بينما في المتصدي للسفيه حالة طارئة يلجأ إليها إذا استلزم الأمر
يقول رسول الله صلى الله عليه واله و سلم: "المؤمن كيس فطن" فكان واجبا على المؤمن قبل أن يدخل في أي نقاش أن يحدد الأبعاد الفكرية للشخص الذي أمامه، و يمتحن عقله و منطقه فإن رآه ممن يستحق حواره بذل معه كل الأسباب التي تؤدي إلى إقناعه و إعادته إلى حظيرة الحق، أما إن كان من الجهال أو السفهاء فالحمق كل الحمق بعرض العلم عليه، لأن العلم أغلى ما يملك الإنسان و آخر ما يجب أن يُهان، أنا يهون علي أن أنزل بمستواى شخصي و أسلوبي و لكن ليس بعلمي لأنه جُنتي و ردائي وسبب خلاصي في داري معاشي و معادي، يقول الشافعي
أأنثر درا بين سارحة البهم....أو أنظم منثورا لراعية الغنم؟
لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة.
...فلست مُضيعا فيها غرر الكلم
حتى النحويون كانوا يتجنبون النحو عند العامة، يقول أحد كبار مشائخهم لأصحابه: إياكم والنحو بين العامة فإنه كاللحن بين الخاصة
و هناك من يعرف السفيه على أنه
من هوالسفيه؟
هو الجاهل ,المغفل الذي يسيء التصرف دوماً
و لا يحكم عقله في الحديث بل يستخدم عصبيته
و تطرفهلادارة أي نقاش,
و يلجأ دوماً لأن يخطأ غيره
و يبدي صحة وجهة نظره دون الآخرين,
لأنه يعتقد أنه الأكثر علماً
و نباهة و غيره أقل معرفة وذكاء.
يختار الطرق السلبية في الحوار,
ولا يشعر باخطاءه
و لا يعترف بها, يخطأ
و يلعن و يسب
دون أن ينتبه الى أن تصرفاته هذه
تؤثر علىالآخرين.
باختصار هو السلبي دائماً
و لا يعجبه الآخرين بسهولة
و انكانوا في قمة المثالية.
يدخل السفيه معك في الحوار
لاليتناقش معك بموضوعية
و حياد و الاهم من ذلك باحترام ,
و إنما ليقلل دوماً منآرائك
و نظرتك للحياة
و يجعل منك قمة في السلبية
. المدهش في الأمر,
أن السفيه لا ينتبه لما يفعل
و يعتقد بأنه الأصح تماماً من بين الآخرين.
حتى بين العقلاء و النبهاء انفسهم ,
لا يوجد انسان ذو رأي صائب تماماً..
.و هذا ما يجب على السفيه فهمه,
و لكن السفيه للأسف لا يسعى للفهم
بقدر ما يسعى للشقاق و العداوة!.
يكون السفيه ابله,
ساذج,
مغفل ,
لذلك علينا أن نعذره لأنه لا يعلم الكثير,
عليناأيضاً أن نحاول تعليمه لا مناقشته في تفاهاته لكن مشكلة السفيه لا يقبل التعلم
إذ يقول تعالى في كتابه الكريم:
(خذ بالعفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين)
و في هذه الكلمات المباركة خير دليل على أهمية الابتعاد
عن محاورة الجاهلين و السفهاء من الناس.
عندما يتفوه السفيه بكلمات غير سليمة تغضبك
و تثيرك عليك الا تتجاوب معه,
حتى لا تشعره باهمية ما يقول من سخافات,
لكن سكوتك هذا قد يشعره بانك لا تستطيع الرد عليه
لعجزك أو نقص في عقلك.
.رغم ذلك يبقى السكوت افضل من الرد
لانه الحل الامثل للتعامل مع الجهلاء.
ويقول شاعر:
واذا أمن الجهال جهلك مرةً
فعرضك للجهال غنم من الغنم
و ان أنت نازيت السفيه اذا نزا
فانت سفيه مثله غير ذي حلم
و لا تتعرضن للسفيه وداره
بمنزلة بين العداوة و السلم
فيخشاك تاراتِ و يرجوك مرة
و تأخد فيما بين ذلك بالحزم
يقول الشافعي
يخاطبني السفيه بكل قبح .. فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة فأزيد حلماً .. كعود زاده الاحراق طيباً
ويقول شاعر آخر
ولقد أمر علي اللئيم يسبني .. فمضيت ثمت قلت لايعنيني
ويقولآخر
سكتت عن السفيه فظن أني .. عييت عن الكلام وماعييت
ولكني اكتسيت بثوب حلم .. وجنبت السفاهة ماحييت
شكرا لقراءتك الموضوع ..و عسى أن تأخذ الفائدة المرجوة منه
فكل شئ له غاية ..مثل ما غاية خلقنا هي عبادة الله
أما غاية موضوعي فهو الاستفادة ...لكي نجيد التعامل مع السفهاء