ذكرت صحيفة 'الغارديان' أن الفيلم الإيراني الذي يتناول حياة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، سيعرض غداً في العاصمة الإيرانية طهران، فيما ستبدأ العروض الدولية للفيلم الذي كلف المؤسسة الرسمية الإيرانية 30 مليون دولار، في شهر آذار المقبل، ويعد من أكبر المشاريع الإنتاجية حتى الآن، مشيرة الى أن الفيلم سيجد ترحيباً في إيران، فالمرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي يدعمه ، ولاسيما أن جمعية 'بوياند مستزعفان' (المستضعفون) قد مولت الفيلم، وهي جمعية تابعة للمرشد الأعلى، ما يعني أنه لن يجد الإعلام في إيران مجالا لنقد الفيلم، بل إنه سيتلقى الثناء.
ويثير الفيلم، الذي أنتج بأموال ومخرجين وممثلين إيرانيين، جدلاً، ليس لأنه يصور النبي، ويقوم شخص بتمثيل دوره، لكن لأنه يعبر كذلك عن الرؤية الإيرانية بشأن الطريقة التي انتشر فيها الإسلام، وكيف عاش النبي حياته، بحسب الصحيفة.
ويقول المنظمون للمهرجان، إن : الفيلم سيعرض خارج المسابقة، من أجل الحفاظ على كرامة النبي.
وتفيد الصحيفة بأن المخرج الإيراني المعروف، مجيد مجيدي، هو من أخرج الفيلم 'محمد رسول الله'، وهو مخرج مرتبط بالمؤسسة الإيرانية، وعمل مدة خمس سنوات بتكتم كبير من أجل إنتاج فيلم يعد ثاني أضخم إنتاج عن حياة الرسول، بعد فيلم المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد 'الرسالة' عام 1976ـ الذي قاد البطولة فيه الممثل الإيطالي أنتوني كوين.
وتلفت التقرير إلى أن فيلم مجيدي هو جزء من ثلاثية عن حياة النبي محمد، يبدأ الأول منها من ولادته حتى عمر الثانية عشرة، ورحلته الأولى إلى الشام ولقائه بالراهب بحيرة، الذي أشار الى نبوته.
وبينت الصحيفة أن العروض الدولية للفيلم ستبدأ في شهر آذار المقبل، وستعرض منه نسختان، واحدة بالإنكليزية، وأخرى بالعربية، ولن يظهر وجه النبي في الفيلم، حيث إن المخرج عمل مع مصور الأفلام الإيطالي الشهير فيتوريو ستوراو، الذي حاز على جائزة الأوسكار عن أفلام مثل 'القيامة الآن' و'التانغو الأخير في باريس'، فعمل مع المخرج على الضوء ومستوياته المتعددة من الظلام إلى النور من أجل تصوير البعد الديني في الفيلم.
ويوضح التقرير أن هناك مخاوف من أن يثير الفيلم جدلا، نظرا لأن إيران الشيعية، منتجة الفيلم، والشيعة لا يمانعون في تصوير الرموز الدينية، ولهذا السبب فقد حاول مجيدي تخفيف حدة هذه المشاعر، وقال إنه استشار عددا من علماء الشيعة والسنة من أنحاء العالم الإسلامي.
وتنقل الصحيفة ما قاله مجيدي في مؤتمر صحفي الشهر الماضي : 'اخترنا مرحلة من حياته، حيث إنه لم تكن هناك لا جماعات ولا علماء سنة أو شيعة، وصنعنا الفيلم من أجل تحقيق الوحدة في العالم الإسلامي'.
وأضاف أن الهدف من صناعة الفيلم هو تقديم صورة الإسلام بطريقة جيدة، 'فصورة الإسلام اليوم لا تتوافق مع جمالياته'.
وتستدرك الصحيفة، لكن الفيلم تعرض الى النقد، حيث إن الأزهر طلب من إيران عدم عرض الفيلم، فيما تخطط قطر لإنفاق مليار دولار على إنتاج فيلم ضخم عن حياة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وأصدر الأزهر في عام 2012، عندما خرجت الأنباء عن مشروع إنتاج الفيلم الإيراني، بيانا جاء فيه : 'نطالب بعدم عرض الفيلم حتى لا تظهر صورة مشوهة عن نبي الإسلام، وندعو صناع الفيلم لاحترام الأديان والأنبياء'.
ورد مجيدي قائلا: 'أنا واع لمظاهر الفيلم، ونحن حساسون تجاه الرموز الدينية، لكن لماذا ينتقدون الفيلم قبل مشاهدته؟'.
وأضاف 'في الوقت الذي أنتج فيه 250 فيلما عن النبي عيسى، و120 عن النبي موسى، و80 عن الأنبياء الآخرين، و40 عن بوذا، فإنه لم ينتج عن حياة النبي الرسول سوى 'الرسالة'، وبهذا فقد فشلنا في تقديم نبينا للغرب، وعليه فسيظل الأعداء أعداء'، بحسب الصحيفة.
وتجد الصحيفة أنه من المؤكد أن مجيدي سيواجه نقدا للفيلم من الخارج، لكنه سيجد ترحيباً في إيران، فالمرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، يدعم الفيلم، ما يعني أنه لن يجد الإعلام في إيران مجالا لنقد الفيلم، بل إنه سيتلقى الثناء.
وتختم 'الغارديان' تقريرها بالإشارة إلى أن جمعية 'بوياند مستزعفان' (المستضعفون) قد مولت الفيلم، وهي جمعية تابعة للمرشد الأعلى.
وفي تشرين الأول 2012 زار خامنئي موقع تصوير الفيلم في جنوب طهران، حيث تمت إقامة مجسمين كبيرين لمدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة. ويعد الفيلم من الإنتاجات الإيرانية الضخمة وبميزانية 30 مليون دولار أمريكي.