يحكى ان رجلا اعرابيا في احد القرى كانت زوجته توفيت حين الولادة وبقي هو يعتني برضيعه لوحده في يوما من الايام شعر بالجوع فخرج الى الصيد لكي يجد رزقه واودع طفله في الخيمة مع كلب له وفي رباه منذ صغره
وذهب للصيد وبعد هنيئة من الزمن عاد وقد وجد كلبه في الباب ينبح بغضب
وقد تلطخت أنيابه بالدماء
فأعتقد كما كلنا نعتقد بأن الكلب أكل الرضيع!! فاستشاط غضبا
رفع بندقيته عليه وأزهق روحه ودخل مسرعا ليرى بقايا رضيعه المقطعه كما يظن هو فدخل فوجد الطفل سليما معافى لا يوجد به اي اثار دم او جروح فبقي متحير فبقي يدور وجه في خلاء الخيمة كلها واذا به يرى سواده كبيره في احد زوايا الخيمة واقترب من تلك السواده واذا به ذئب مفترس مقطع الاوصال وميت من كثرة جروحه
فهنا الرجل عرف المقصود ان الكلب هو من قتل الذئب الذي حاول افتراس رضيعه وانه قتل كلبه ظلما وعدوانا بسوء ظن فبكى ولكن البكاء بعد لايفيدتخيلوا الشعور بالذنب الذي غشاه ورافقه الندم طيلة حياته
وهذا المخلوق الوفي الذي وصفه امير المؤمنين علي عليه السلام ان فيه عشر خصال من خصال المؤمنين تجد مظلوم مضطهد عندنا وفي الغرب له مكانة رفيعه لانه اقرب الحيوانات الى الانسانفطريفتي
فكم من روح أزهقت ظلما وكم من مشاعر ماتت من سوء الظن
وكم من العلاقات أنقطعت بسبب أخطاء أرتكبت
فيا اخوانى
لا تنظروا بأعينكم فقط بل أنظروا بعقولكم
وأعرفوا الحقيقة أولا ولا تتسرعوا بالحكم على الأمور بنظرة عينأعرفوا الحقيقة أولا قبل أن تقعوا في أخطاء تندمون عليها طوال حياتكم