باريس-خاص روتانا
«بيروت، ملهمتي!»، يقول المصمّم إيلي صعب. أنَّ مجموعته الجديدة للأزياء الراقية للربيع والصيف استوحاها من أيام العزّ لبيروت، المدنية المتعددة الأهواء والثقافات والحضارات. وها هو يقلّب صفحات من تاريخ لبنان: النجاحات الكبرى والإخفاقات المخيفة، سنوات الإزدهار والتألّق، والأوقات العصيبة المثيرة للقلق،
ثم حقبة إعادة الإعمار في التسعينات... وفي بال المصمّم صور من ذاكرة المدينة أواخر الستينات وأوائل السبعينات، عن الحفلات الإجتماعية الراقية، والإستعراضات العالمية والمهرجانات الفنّية وأهمها بعلبك وعلى رأسها مي عريضة، والمسارح الغنائية، ومعارض الرسم المعاصر، والمشاهير من أنحاء العالم يقصدون بيروت لجاذبيتها القوية، وأسلوب حياتها الأنيق المترف.
ويشدّد المصمّم على دور اللبنانيات المهم البنّاء فهنّ «مشاركات في صنع الجمال بثقافتهنّ وأناقتهنّ المميزة وإطلالاتهنّ المكتملة».
ويحتفظ المصمّم في ذاكرته بطيف أمّه بفستان حريري أسود مطبّع بالخزامى، أنيق محدّد عند الخصر، مع تنورة واسعة.
ويقول صعب المتيّم بالمدينة السحرية بين بحر وجبل، سويسرا الشرق وباريس العرب: «مجموعتي هذه مستوحاة من خزامى الذاكرة، غنيّة بألوان أشجار الزيتون والسنديان التي زيّنت حدائق طفولتي. فيها بشائر الربيع المتفتّح في أزرق الأفق البارد، ورائحة التراب النديّ، والعشب الأخضر اللين الطري، والحقول المتشكّلة بالأصفر حيناً، والأبيض أحياناً». قصات مستوحاة من أناقة السبعينات بخصور عالية وأقمشة متدفّقة.
مجموعة إيلي صعب مهداة لكلّ من آمن بمدينة بيروت وساهم في بنائها وعمرانها، وشارك في صنع أسلوب حياتها الحلو المميّز، وهي تحيّة للمدينة الساكنة وجدان المصمم ومخيّلته... «آملاً أن تعيد مجموعتي هذه بعضاً من ألق المدينة التي نحبّ» يختم المصمّم.
هنا صور من تاريخ بيروت ضمّنها المصمم كتيباً بالإنكليرية وآخر بالفرنسية، وزّعه على حضور عرضه في باريس.