نقص النمو .. العوامل المؤثرة عليه وماهي أمراضه ؟
دام برس:
يشعر المراهقون عندما يكونون أقصر قامة ًمن أقرانهم بالاختلاف و الإحراج ، وفي معظم الحالات يكون سبب قصر طولهم ناجما ً عن تأخر بلوغهم أو يكون أهلهم من قصار القامة ، أو يكون لديهم سبب طبي أدى إلى قصر القامة.
العوامل المؤثرة على النمو :
أولا ً - البلوغ : تصل الفتيات إلى عمر البلوغ بين سن 9 إلى 13 عام ، أما الفتيان فيصلون إلى هذه السن بعمر 11 إلى 15 عام. قد يبلغ بعض المراهقون في سن مبكرة جداً عن رفاقهم و يسمى ذلك البلوغ المبكر و بعضهم الآخر قد يتأخرون في البلوغ و يسمى ذلك بالبلوغ المتأخر ،و يلاحظ في هذه الحالة أن معدل نمو المراهقين يكون طبيعيا ً في الطفولة لكنه يتباطأ عن أقرانهم في سن البلوغ ليعودوا إلى معدل النمو الطبيعي و معدل الطول الطبيعي بعد ذلك متأخرين عن أقرانهم.
ثانيا ً – الوراثة : بعض الأطفال و المراهقين لا ينمون بسرعة رفاقهم بسبب الوراثة فالأهل قصار القامة سينجبون أطفالاً قصار القامة أيضا ً .
ثالثاً – التغذية : تلعب التغذية دوراً كبيراً من ناحية دعم النمو من حيث توافر البروتين و الدسم و الفيتامينات في غذاء المراهقين.
رابعا ً – الأمراض المزمنة : كما تلعب الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى و القلب و الرئتين و الأمعاء دورا ً في تأخر النمو.
ماهي أمراض النمو؟
• الهرمونات :يتم التحكم بالنمو من خلال الهرمونات و بالتالي تؤثر الأمراض التي تصيب الغدد على النمو . يسيطر الوطاء hypothalmus على الغدة النخامية pituitary gland التي تقوم بإفراز الهرمونات التي تؤثر على النمو و التطور الجنسي .
1. الاستروجين و التستوستيرون : من الهرمونات المهمة لتطور الوظيفة الجنسية و يلعبان أيضا ً دورا ً في البلوغ و النمو و بالتالي الخلل في مستويات هذه الهرمونات قد تؤدي إلى اضطرابات في النمو ، حيث أن اضطرابات الاستروجين تؤثر على الإناث بينما يؤثر التيستوستيرون على الذكور.
2. قصور الدرق : تباطؤاً في النمو ، حيث تنتج الغدة الدرقية كميات أقل من هرمون الدرق المهم لدعم النمو الطبيعي .
3. عوز هرمون النمو : لا تنتج الغدة النخامية في هذا الاضطراب الكميات الكافية من هرمون النمو مما يسبب تباطؤ أو توقف النمو. و أهم أعراضه لدى الأطفال و المراهقين هو تباطؤ النمو لأكثر من 5 سم في السنة لكن نسب الجسم تكون طبيعية و هو ما يختلف عن حالة القزامة . يعود هذا الاضطراب إلى كون الغدة النخامية أو الوطاء قليل التطور أو عاجز وظيفيا ً أو متضرر بفعل إصابة أو خلال الولادة أو بسبب بعض الأمراض مثل الأورام و في حالات أخرى يكون عوز هرمون النمو غير مفسر السبب.
• أمراض أخرى : بعض الأمراض الأخرى لا تنتج عن الهرمونات و إنما عن عدم قدرة الجسم على إنتاج الهرمونات الضرورية للتطور مثل Turner syndrome و هو مرض جيني لدى الفتيات يسبب قصرا ً في الطول و قصورا ً في التطور الجنسي. أما القزامة فهي تنتج قصور النمو العظمي و تكون نسب الجسم غير طبيعية و غالبا ً ما تكون وراثية.
ما هو دور الطبيب ؟
يسجل الطبيب أرقام النمو من لحظة الولادة حتى يتم التأكد من وجود تطور طبيعي للطول و الوزن و هو ما يسمى منحنى النمو ، و عندما يبدي النمو تراجعا ً يقوم الطبيب بالفحوصات و التحاليل الدموية و صور الأشعة اللازمة .
يحلل الطبيب أيضاً نمط النمو لدى عائلة الطفل من الناحية الوراثية لقصر القامة أو طولها أو لزمن حدوث البلوغ ، من خلال التحري عن القصة العائلية للبلوغ في عائلة الطفل المفحوص.
ما هو العلاج ؟
إن نقص النمو المرتبط بالحالة العائلية غالبا ً لا يحتاج إلى علاج ، و لا تساعد المتممات الغذائية و الحميات الخاصة في هذه الحالة على تسريع النمو.
إذا وجد الطبيب من خلال الاستقصاءات عوزاً في هرمون النمو فإنه يسعى إلى إعطاء بديل تعويضي له . يتم إنتاج هذا البديل مخبريا ً بتقنيات عالية و يعطى بشكل حقن و ليس فمويا ً بسبب تخربه في حموضة المعدة و قد يستمر العلاج لعدة سنوات إلى اللحظة التي يتم فيها تعظم مشاشات النمو في العظام ، و قد تستغرق ملاحظة الفروق في النمو عدة أسابيع إلى عدة أشهر بعد البدء بالمعالجة ، لكن معظم الأطفال ينمون 5 مرات أسرع من معدل نموهم السابق للعلاج خلال السنة الأولى من تطبيق العلاج. و قد تمت الموافقة على إعطاء هرمون النمو للأطفال و المراهقين الذين ليس لديهم نقص في هرمون النمو و لكن يبدو أنهم سيكونون قصار القامة كبالغين (أقل من 160 سم للذكور و أقل من 150 سم للإناث).
تعالج الفتيات المصابات بمرض turner syndrome ببديل هرمون النمو و الاستروجين . كما يساعد علاج الغدة الدرقية على استعادة معدلات النمو الطبيعية لدى الأطفال و المراهقين المصابين بقصور الدرق .
كيفية التعامل السلوكي مع نقص النمو؟
يؤثر نقص النمو على ثقة المراهق بنفسه و صورته عن ذاته ، و لذلك يجدر أن يتكلم المراهق عن مشاعره و قلقه تجاه نموه مع مختص نفسي حتى يستطيع التعامل مع مشاعره ، كما يعتبر الطبيب مصدرا ً أساسياً للنصيحة
من المعلوم أننا لا نستطيع التحكم بأجسادنا و التغيرات التي تطرأ عليها و لكن الحمية الصحية و الرياضة و النوم الكافي تساعد على الحفاظ على الجسم بأفضل صورة .
-------------------------------
مع تحيات شركة حلب للصناعات الدوائية – ألفا