عندما كنتُ صغيراً .. كان جُلّ ما أتمنى هو أن أكبرَ ويشتدّ عودي ..
والآن .. أنا نادمٌ على ذاكَ التَّمني .. فلم يعُد حضنُ أمِّي يتسعُ لي ..
مهدُ طفولتي .. أضناهُ الكِبَر .. أنهكتهُ السنين و آلامُ المفاصل ..
كيفَ يا أمي سأواصِل ؟.. لا يَغُرَّنَّكِ أمِّي طولِيَ الفارع .. ولا ..
هذا الجسد الممتلئ .. ولا تَطرَبي للرجولةِ في صوتي ..
حنجرتي ملئا بالصراخ .. ولا غيرَكِ أمِّي يحفَظُ صراخَ أسراري ..
أتذكرينَ تلك العلبةَ التي كنتُ أَجمعُ قُروشِيَ فيها ؟!! ..
تلكَ العلبةُ كَبِرَت أيضاً .. لكنني جعلتُها لأخبِّئ فيها دموعي ..
دعيني أُسرِف بصرفِ دموعي عند قدميكِ أمِّي.. ولا تَمنعيني ..
لعلَّ قدميكِ تُعَوِّضُ ما فاتني من صلوات ..وفروض العبادة ..
على تِلكَ السَجَّادة .. حيثُ كنتِ تُصَلِّين.. وتشكين آلام المفاصل ..
كيفَ يا أمِّي سأواصل ؟.. أخفيتُ همومي بين النقاط وخلفَ الفواصل ..
يكفيكِ أمِّي ما رَسَمَهُ عُمري في وجهكِ من تجاعيد .. لن أرسمَ بعدَ الآن ..
أمِّي .. أردتُ أن أحكي لكِ عن .............غَفَت أمِّي .. نامَت عينا أمِّي ..
اهنئي نوماً أمي .. تباً لآلام المفاصل .. أنا ذاهبٌ أمِّي ..لأواصل ..