لنشاط أمر ضروري في أي عمر، كما أن ممارسة الرياضة تحت إشراف متخصصين فعالة في التخفيف من حدة بعض الأمراض وتعزيز قوة العضلات وصحة القلب والأوعية الدموية، ومنذ زمن طويل لم يعد كبر السن مرتبطاً بعدم الحركة، لأن النشاط في رأي الخبراء يعمل على إطالة العمر كما أنه يقي من أمراض مرتبطة بتقدم السن.
ويؤكد الطبيب أنخل دورانيز، المتخصص في طب إدارة العمر (Age Managemet Medicine ) بالولايات المتحدة، أن الحفاظ على النشاط يساعد على البقاء أكثر رشاقة ويقظة.
ويشير "الأمر يشبه بالأفعى التي تعض ذيلها. فإذا تجنب شخص الحركة خوفاً من السقوط، ففي النهاية يصبح هذا الاحتمال قوياً، نظرا لأن عضلاته سوف تتراخى".
ويشاطره هذا الرأي كارلوس برناندوس، المدير التقني في مراكز "جو فيت" الرياضية في إسبانيا، ويضيف أن ممارسة الرياضة في عمر متقدم تساعد على المرونة والمقاومة، وتقوية العضلات، وتحسن من صحة القلب والأوعية الدموية.
ويرى برناندوس أن تقوية العضلات أمر ضروري، لأنها مرتبطة بزيادة التوازن، وكثافة العظام ما يحول دون خطر السقوط، "كما أن الرياضة تعد أحد أفضل مضادات الاكتئاب، لأنها تحسن من الحالة المزاجية وتمد الإنسان بالطاقة الإيجابية".
ويشير إلى أن النشاط البدني بانتظام أثبت فاعليته في علاج عدة أمراض مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري والاضطرابات النفسية.
ولأن عدم الاهتمام بالجسد يقود إلى تدهور تدريجي في القدرات البدنية، فيوصي برناندوس بممارسة السباحة وفن التاي شاي، وهو فن عسكري دفاعي صيني، فضلا عن الـ"adaptive walking" وهو عبارة عن طريقة مشي تتناسب مع الحالة البدنية للشخص، ولذا يمكن ممارستها في جميع الأعمار.
وبما أن السباحة تمارس في المياه فإنها "تجمع بين الرياضة والاسترخاء، فالطفو يجعلنا نتحرك بحرية أكبر" لذا فهي تساعد على تحسين قدرة الجهاز التنفسي وتقوية العضلات والمرونة والدورة الدموية.
أما تمرينات التأمل مثل التاي شاي واليوجا فهي تساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية من خلال مد العضلات والأنسجة.
ولتعزيز المقاومة، لا يوجد شيء أفضل من الرقص على أنغام الموسيقى الذي يساعد على زيادة التنفس ومعدل ضربات القلب ويعمل على تحسين مستوى الطاقة لأداء المهام اليومية.
وبحسب "برناندوس"، فإن العضلات تقوي الجسم وتزيد من عملية التمثيل الغذائي، ما يعمل على الحفاظ على وزن الجسم ونسبة السكر في الدم والتحكم بالتالي في السمنة ومرض السكري.
وإذا كان المشي هو الطريقة المفضلة لممارسة الرياضة فمن المستحسن أن يكون في الهواء الطلق مع تجنب الوقوع في أخطاء شائعة مثل ارتداء حذاء غير مناسب.
وعند اختيار الحذاء، يجب الأخذ في الحسبان الوزن وطريقة السير، كما يجب العمل على عدم التعرض لإصابات وملاحظة على مدار شهر أفضل وسيلة لممارسة المشي.
وهكذا، فإن ممارسة الرياضة تحت إشراف متخصصين تساعد في الحفاظ على ذهن صافي وجسم سليم.