يحكى أن ملكا كان له وزير يردد دائما عبارة " كله خير " . وذات يوم قطع أصبع الملك ،فقال له الوزير :
كله خير .
فغضب الملك ، فأين الخير في قطع أصبعه !!
وقرر حبس الوزير في زنزانة ، ورغم ذلك قال الوزير مجددا :
كله خير .
وكان من عادة الملك أن يذهب في جولة كل جمعة ، ليرفه عن نفسه ، وذهب في أحدى الجولات الى أحد الأماكن ، وكان يسكن المنطقة مجموعة يعبدون الأصنام ، فأمسكوا به ، وقرروا تقديمه قربانا لصنمهم ، وحين هموا بذبحه وجدوا أصبعه مقطوعا ، فأجمعوا أنه لا يليق بصنمهم أن يقدموا له قربانا " ليس كاملا " ، ثم أطلقوا سراحه.
وفور رجوع الملك توجه لوزيره الذي سجنه وأخرجه من الزنزانة ، وحكى له القصة ، ثم سأله:
إن كان الخير لي في نجاتي منهم بسبب أصبعي ، فأين الخير الذي وجدته أنت في السجن ؟
فقال له الوزير :
وجدت الخير بأني لم أذهب معك اليوم ، والا كنت أنا القربان المقدم للصنم اليوم .
كله خير ، هذه هي حياتنا ، و هذه هي قصتنا ، و نحن جميعا نمثل ذاك الملك ، و نغضب حين نجد من يمثل الوزير ، لكن لو أطلعنا على الغيب لسجدنا لله أكثر من ألف مرة على القدر الذي ظنناه شرا ، و هو في الحقيقة كله خير .