هل أَحسَستِ بذاكَ الطَّيف الهائمِ في ليلِ غُرفَتِك ؟..
هل قَاطَعَ هَمسُهُ سكونَ العّتمةِ في مَسمَعِك ؟..
لا تخافي يا أنتِ .. فهذا الطَّيفُ .. طَيفي أنا ..
أطوفُ بِعَينَي روحي .. حولَ سريركِ اليابس..
أَعُدُّ تَقَلُّبَ جَسَدكِ المُثقَلِ ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمال..
أَرْقُبُ نظَرَاتِكِ لتلك الكَومَةِ من الأشواكِ الباردة المستلقية بقُربِكِ ..
أُحاولُ أَنْ أُحصِي قَفَزَاتِ صَدرِكِ المُتَنَهِّدِ كَبْتَ الآهات ..
أُشارِكُكِ الصَباحَ وأنتِ تنظرين في تلكَ المِرآة .. تتفقَّدينَ
ذاكَ الوجهَ المُنهارَ تحتَ طَعَناتِ العُمرِ و لَطمِ الهُمُوم ..
تَشغَلُنِي عَصَبِيَّةُ بَعْثَرَتُكِ لِعُلَبِ التَّجميلِ في الدُّرجِ الفوضَوي ..
أُتابِعُ قَلَمَكِ في دَفتَرِ مُذَكَّراتِكِ وهو يَكتُبُ بادِئاً بِكانَ و أخوَاتِها ..
فَزَمَنُ البَدءِ بِسَوفَ و سينِ التسويفِ قدابتَلَعَتْهُ سنينُ العُمْر ..
أَصرُخُ في وَجهِكِ .. وأَصرُخ .. بلا سَميع.. فأنا مُجَرَّدُ طَيف ..
أخَذتُ قَلَمَكِ وكَتَبتُ على مَندِيلِكِ المُكتَظِّ بدُمُوعِ ليَالِيكِ الباردة ..
كَتَبتُ لكِ يا أنتِ : تَقَلَّبِي على مُرُوجِ جَسَدِيَ المَزرُوع شَوقَا ..
ارمِي تِلكَ الكَومَةَ اليابِسَةَ واغرُسِينِي بِمَهدِكِ تَرنِيمَةَ نَوم ..
أسْلِمِي صَدرَكِ بَينَ ذِرَاعَيَّ يَهدَأ ..يَتَنَهَّدِ الصُّعَدَاءَ على صَدري ..
حَطِّمِي المرآة المُعَلَّقَةِ هناك .. ضَعِي صورَتَكِ مَكَانَها فَأَنتِ عِندِي أَجمَلَ النِساء ..
مَزِّقي كُلَّ دَفَاتِرِكِ .. فَأَنا سَأَملأُ بِيْضَ الصُحُفِ بِأَشعَارِ اسمِكِ ..
يا أنتِ .. أَحيِيني .. و انفُخِي الرُّوحَ فيني .. لأكون .. فأنا الآنَ مُجَرَّدُ طَيف ..