محللون سياسيون: التنظيم يلفّق القصص الكاذبة لتغطية خسائره
"مجتهد" يروّج شائعة "داعش" بتسلل مقاتليها داخل المملكة
الخميس - 09 ربيع الآخر 1436 - 29 يناير 2015 - 08:03 مساءً
القاهرة
دينا مصطفى
رصدت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، قيام عدد من الحسابات المؤيدة لتنظيم "داعش" -على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"- بالترويج لشائعة لم يتمكن أحد من التأكد من صحتها رسميًّا، مفادها أن مقاتلي "داعش" تمكنوا من التسلل إلى داخل المملكة، عبر حدودها مع العراق، وأن عددًا منهم أصبح الآن يعيش داخل السعودية.
وقالت المجلة، إن مغردًا سعوديًّا معروفًا بمعاداته لولاة الأمور في المملكة -ويدعى "مجتهد"- هو الذي روّج لتلك الإشاعة، عبر تغريدة أرسلها لمتابعيه، الذين يقدر عددهم بمليون تابع، قال فيها: "هجوم على حرس الحدود من مجموعة قادمة من العراق، مدعوم بهجوم خلية من الداخل، أدى لهروب حرس الحدود، ثم ذوبان المجموعتين في ضواحي رفحاء".
كما زعم "مجتهد" -أيضًا- أن رجال المخابرات السعوديين، يعملون –حاليًا- على البحث عن هؤلاء المتسللين داخل المملكة.
وبعد تأكيد المجلة أن جميع المحللين آثروا التعامل مع هذا الخبر بحذر، نظرًا لعدم ورود أية تصريحات رسمية من جانب المسؤولين السعوديين -ولا المتحدثين باسم "داعش"- تؤكد صحة هذا الخبر، نقلت المجلة عن كوفان دريج عن الصحفي السوري الكردي -المعني بمتابعة تغريدات "داعش" على "تويتر"- قوله: إن ما ادعته "داعش"، من أن مقاتليها تمكنوا من السيطرة على إحدى البوابات الحدودية للمملكة، وإنهم تمكنوا من اختراق المملكة، إلى أن وصلوا إلى مدينة رفحاء، قد تسبب في إشعال الحرب بين أنصار "داعش" والمواطنين السعوديين على "تويتر".
وأفادت المجلة أن هاشتاق "#رفحا" -الذي تم إطلاقه للحديث عن هذا الخبر- شهد تجاذبًا واسعًا بين أنصار "داعش" -الراغبين في الترويج للخبر- وبين المواطنين السعوديين، الذين حرصوا على أن يشاركوا في هذا الهاشتاق بكل قوتهم، لئلا يتركوا الغلبة لمؤيدي "داعش".
وقال الموقع، إن المغردين السعوديين أخذوا يحذرون من الانسياق وراء الدعاوى الكاذبة، التي يحاول هذا الخبر ترويجها من أجل زعزعة البلاد، حيث قالوا: "أحذروا من مثل هذه الأخبار، هذه مجرد إشاعة، داعش تريد زعزعة استقرار المملكة".
ونقل الموقع دهشة المحللين السياسيين من هذا الخبر، إذ إن هذه هي المرة الأولي التي يقوم فيها التنظيم بالمبالغة في تلفيق القصص الكاذبة إلى هذا الحد، إلا أنهم أكدوا كذلك أن قيام "داعش" -في هذا التوقيت بالذات- بتلفيق القصص الكاذبة من أجل زعزعة استقرار المملكة، قد لا يكون أمرًا مستبعدًا، نظرًا لانتقال المملكة لعهد جديد، وأمام ما يعانيه التنظيم حاليًا من خسائر في كل من سوريا والعراق، من شأنها أن تثبط من عزيمة مقاتلي التنظيم.