تشريع رسمي بعسكرة المجتمع: للعراقي حق التسلح!كتاباتالخميس، 29 كانون الثاني، 2015
قررت الحكومة العراقية اليوم السماح للمدنيين العراقيين بتسليح انفسهم في خطوة يبدو انها تستهدف مواجهة عصابات الخطف والسرقة التي زاد نشاطها مؤخرا اضافة الى مواجهة نشاطات الارهابيين في وقت تخوض البلاد حربا ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الذي يحتل مساحات شاسعة من البلاد.
واعلنت وزارة الداخلية العراقية الخميس سماحها للمواطنين بحيازة قطعة سلاح نارية واحدة في منازلهم وقال وزيرها محمد سالم الغبان أصدر انه يسمح لكل مواطن عراقي حيازة بندقية اعتيادية او بندقية صيد او مسدس وبندقية صيد في داره او مكان عمله مع كمية من العتاد اللازمة له على ان لاتزيد على 50 اطلاقة لكل مسدس او بندقية و 200 خرطوشة لكل بندقية صيد بموجب اجازة تصدر لهذا الغرض .
واشارت الوزارة في تعليمات اطلعت على نصها "أيلاف" الى ان مركز الشرطة المختص ضمن الرقعة الجغرافية التي تدخل ضمن نطاق اختصاصه المكاني سيقوم بتوزيع الاستمارة المرافقة لهذه التعليمات على محل سكن او عمل المواطنين وتسليمها الى الشاغل مالكاً كان او مستأجراً .
ونصت التعليمات على ان "يسجل المواطن الاسلحة التي بحوزته في أقرب مركز للشرطة خلال 7 ايام من تاريخ تسليم الاستمارة إليه".. وأن "يسلم مركز الشرطة المواطن وصل تسجيل السلاح ويعد هذا الوصل بمثابة ترخيص مؤقت بحيازة السلاح الناري لحين اصدار اجازة بالحيازة". وتم تكليف مركز الشرطة المختص بجمع الاستمارات وتسليمها الى شعبة متابعة.
واضافت الوزارة ان شعبة متابعة حيازة السلاح الناري فيها ستقوم بتسليم الاستمارات الى قسم حيازة السلاح الناري في وكالة الوزارة لشؤون الشرطة لمتابعة اجراءات منح اجازة الحيازة .
ونصت تعليمات الوزارة على ان يتعهد المواطن حائز السلاح الناري بالحفاظ على السلاح وعدم تسليمه الى أي شخص وبخلافه تتخذ الاجراءات القانونية بحقه وفقا للقانون. وكذلك على ان يقوم بإشعار السلطة المختصة في حالة فقدان السلاح الناري او سرقته او مصادرته من الجهات الرسمية لاي سبب قانوني .. واشعار مركز الشرطة في حالة تغير محل السكن السابق ومحل السكن الجديد.
وكانت وزارة الداخلية وافقت منتصف الشهر الحالي على منح الصحافيين اجازات لحمل السلاح دفاعا عن انفسهم وأبلغ نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي "أيلاف" في اتصال هاتفي من بغداد ان الوزارة قد وجهت بتسهيل اجراءات حصول الصحافيين والاعلاميين على اجازات حمل السلاح والاسراع بذلك بما يضمن تغطية آمنة تمكنهم من اداء مهامهم الوطنية والمهنية على اكمل وجه .
واعتبر اللامي القرار ايجابيا لحماية الصحافيين وضمان حرية تنقلهم في المناطق الساخنة واوضح انه سيتم في البداية منح اجازات حمل السلاح الى المراسلين والمصوريين الصحافيين الذين يعملون في هذه المناطق. واشار الى ان النقابة ستقوم بتشكيل لجنة تعمل من مقرها في بغداد بالتعاون مع الداخلية لتسريع عمليات حمل الصحافيين للسلاح دفاعا عن انفسهم وعوائلهم اضافة الى دعم المؤسسات الاعلامية التي تعمل في المناطق الساخنة ماديا.
القوى السياسية مختلفة حول ترخيص حمل السلاح
وتختلف القوى العراقية حول مسألة الترخيص بحمل السلاح حيث يحذر عددا منها من مخاطر عسكرة المجتمع العراقي من خلال السماح بحيازة الأسلحة في منازل المواطنين .. واشارت الى ان هذا القرار قد يؤدي الى اشعال حرب أهلية . واوحت انها متخوفة من ان يشعل القرار الحرب الأهلية في البلاد ويؤدي إلى إعادة الوضع الأمني إلى ما كان عليه عامي 2006 و2007 حين شهدت البلاد اقتتالاً داخلياً بين المجاميع المسلحة .
لكنه بخلاف ذلك فأن قوى اخرى تراه ضروريا لما يواجهه الفرد العراقي من مخاطر أمنية وتعتبره صائبا خاصة وأن الكثير من أصحاب المصالح مثل تجار الجملة ومحلات الصيرفة والصاغة يعتبرون حمل السلاح نوعا من الحماية لهم من العصابات المنظمة لاسيما وأن الكثير من أعمال السطو المسلح الأقرب للعملية الإرهابية تجري في وضح النهار ومن دون أن تكلف القوات العراقية مشقة حماية محلاتهم والعاملين فيها من القتل والاختطاف. وعادة ما يحتفظ العراقيون بصورة عامة بقطعة سلاح في منازلهم كتقليد متعارف عليه حيث تستخدم لإطلاق النار في الهواء في الأفراح والأحزان على حد سواء لكن الوضع الأمني المتدهور يدفعهم حاليا لاقتنائه للدفاع عن النفس.
ومن جهته يقول الخبير القانوني طارق حرب انه بحسب القانون العراقي للأسلحة فأن حمله محظور وممنوع ولكن حيازة السلاح الناري قبلها القانون العراقي بحدود المسكن والمحل والمكتب ومكان العمل وليس خارج هذه الأماكن". ويشير الى ان السلاح الناري لا يجوز حمله إلا بصدور إجازة من وزارة الداخلية وهي الجهة الرسمية التي تقع عليها مهمة إصدار تراخيص حمل السلاح . أما بالنسبة لحمل الأسلحة الحربية فيوضح حرب انه لا يجوز حيازتها في كل الأحوال باستثناء القوات الأمنية وعقوبة حيازة هذه الأسلحة تصل إلى حد السجن مدى الحياة فيما تصل عقوبة حيازة السلاح الناري دون ترخيص إلى الحبس أما في ما يخص الاسلحة البيضاء فتكون العقوبة عادة غرامة أو قد تفرض المحكمة عقوبة الحبس.