إيمان المولدي ـ روتانا
الحب من أرقى وأسمى المشاعر التي وُجدت على وجه البسيطة، فهناك حبنا لخالقنا وحبنا لرسولنا الكريم وحبنا لأهلنا، ولا شك حبنا للحبيب أو للشريك وهذه طبعاً فطرة الله فينا وبالقلب الذي خلقه داخلنا.
قد نحب شخصاً نعرفه منذ زمن بعيد أو تعرفنا عليه وتعاملنا معه فأُعجبنا بشكله أو أخلاقه أو شخصيته المميزة، وقد يكون حباً من أول نظرة وكل هذا منطقي ومقبول
أما الذي سنتكلم عنه فهو الحب عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" فهل يولد حب وينشأ ويترعرع داخل هذه المواقع؟ وهل سيكون صادقاً وذا عمر طويل؟ وعلى أي أساس سيُبنى؟ فالطرف الآخر طبعاً مجهول وخيالي وقد يكون باسم وصور مستعارة وربما معلومات كاذبة.
دفعني فضولي لتوجيه سؤال للبعض لأستمع إلى وجهات نظرهم: "هل تعتقد أن هناك حباً في المواقع الاجتماعية؟ وهل يمكن أن يتطور ليصل إلى مرحلة الزواج؟".
أجابني محمد قائلاً: "إن الحب مستحيل على "فيسبوك" و"تويتر"، فمعظم الفتيات يدخلن بأسماء مستعارة وكل معلوماتهن كذب".
أما عبدالرحمن فلم تدخل الفكرة مزاجه، فعبر عن رأيه بجملة واحدة: "كيف أحب سمكاً في ماء؟" والمعنى واضح طبعاً.
أما رأي الجنس اللطيف فغلبت عليه العاطفة، وهذا ما استشففتهُ من روان التي تقول: "نعم قد يحدث حب فقد أُعجب مبدئياً بأفكاره وتوجهاته ثم ينتقل هذا الإعجاب والحب من الإنترنت للحياة الواقعية، وإن كان قدري ونصيبي فسنتزوج".
حتى رانيا فهي متقبلة الفكرة تماماً وترى أن "تويتر" و"فيسبوك" قد يكونان شُعلة البداية التي تبدأ منها القصة وهما من الطرق المنطقية للتعارف والتواصل، كما أخبرتنا أنها كونت صداقات كثيرة من جميع بلدان العالم عن طريق هذه المواقع وكانت صداقات جميلة وناجحة.
وعن تجربة شخصية حكت ميساء قصة ارتباطها بزوجها الذي عرفته عن طريق "فيسبوك" فكان المشوار كالتالي أُعجب بصورتها فأرسل لها طلب صداقة ونشأت بينهما صداقة تحولت إلى حب ثم زواج.
كما نقل "تويتر" أيضاً تساؤلنا عبر هاشتاق نشط تحت عنوان "شرايكم بالحب والعشق في تويتر؟"، وتعامل مرتادو "تويتر" مع الهاشتاق بأسلوب هزلي وروح خفيفة، فمريم مثلاً قالت رداً على الهاشتاق: "عادي حبوا بعض بس إذا سحب عليك وطنشك
لا تجين تتبكبكين وتحشرينا بقصايد الحزن ووين انت يا حبيبي.. حبكم برص".
كذلك رنا تقول: "خرابيط مراهقين أو ناس غير ناضجة مشتهية تجرب شعور الحب وجايه تدور عليه في تويتر وأول شخص تقابله تعتقد أنها تحبه".
فيما رفضت بسمة ما قالته رنا فردت عليها قائلة: "كل شخص ونيته يا بعدي الحب والعشق ما يعرف تويتر أو غيره".
أما ما كتبهُ أبو عجرة فكان كالتالي: "الغالب علاقات عابرة مدتها أسبوع بدايتها "فولو" ومنشن ودايركت ونهايتها بلوك".
ولفت انتباهي تغريدة ساخرة لأبو عرب قال فيها: "أنا حبيت وحده سنتين واخرتها طلع صديقي حمود داخل باسم بنت".
ومثلما كان هناك من يرفض كان هناك من يقبل، فقد نقلت الجازي المطيري قصة صديقتها قائلة: "صديقتي تعرف عليها زوجها بتويتر، يقول عرفت شخصيتها الحقيقية ، وأنا أقول الحب الصادق من النادر تجده هنا".
وغرد الشاعر متعب الشيباني بوجهة نظره في جملة قال فيها: "الحبُ لا يعرفُ المكان ولا الزمان"، فعلاً الحب لا يعرف مكاناً أو زماناً أو عمراً أو طبقات أو حواجز فكلما كان الصدق موجوداً حضر الحب وبقوة، فقبل بحثنا عن هل الحب موجود في مواقع التواصل الاجتماعي كان لابد من التساءُل هل هناك صدق في مواقع التواصل أم لا وهل بقي حب في هذا الزمان أم لا؟