حمل المصمّم العالمي بيروت في مجموعته الراقية للربيع والصيف إلى باريس، ومنها إلى العالم، منتفضاً على واقع هذه المدينة الحزين، مستعيداً أيام عزّها، متمسّكاً ببيروت المعطاء، السخية، الحاضنة، المتعدّدة، المنفتحة على كلّ الحضارات، عاشقة الحياة الأنيقة المترفة.

وهو مصرّ على دور هذه المدينة السبّاق الذي كان لها في الستينات، وبعدها في التسعينات، متناسياً كلّ الآلام والأحزان التي مرّت بها، مشاركاً في تألّق أنوارها المشعّة على العالم أجمع!

المجموعة التي كانت تحيّة إلى بيروت، استلهمت صورة والدة المصمّم بفستان حريري أسود مطبّع بالخزامى، أنيق محدّد عند الخصر، مع تنورة واسعة. إنها مجموعة مستوحاة من خزامى الذاكرة، غنيّة بألوان أشجار الزيتون والسنديان التي زيّنت حدائق طفولة المصمّم.

فيها بشائر الربيع المتفتّح في أزرق الأفق البارد، ورائحة التراب النديّ، والعشب الأخضر اللين الطري، والحقول المتشكّلة بالأصفر حيناً، والأبيض أحياناً. ويهبّ نسيم عليل في الحرير والموسلين والكريب جورجيت الغنيّة بالتطريزات وتطبيعات الخزامى. قصّات مستوحاة من أناقة السبعينات بخصور عالية وأقمشة متدفّقة.