كتبت - شيماء فؤاد
شمه الطفل هرب الجرائد للمساجين ..و باع الخبز من أجل أطفال فلسطين
شمه لمحيط : ” دعشوا ” العراق و سأطلق حملة للنازحين
أفضل ما لدى لم يخرج بعد للنور
الموسيقى لا تحب البخيل و هى ” مصفاة ” القلب
الجمل و عفيفى : شمه ” ظاهرة ” .. و ” أيقونة ” للعود
تجمع المحبين حول ” زرياب الصغير ” ليشهدوا حفل إطلاق أحدث الكتب التى أصدرت عنه “إشراق بحث في تجربة نصير شمه الموسيقية والإنسانية”، للباحث على عبد الأمير .
شاركنا الفنان العالمى الذى يعد ظاهرة فى عالم الموسيقى و الفن ، و أيقونة للعود ، فى مشواره الفنى ، و رحلته بالحياة ، قائلا : أن الأكثر قربا من الفنان هو الصوفى ، و أن الموسيقى هى مصفاة القلب .
جاء ذلك خلال حفل إطلاق الكتاب ، والذى نظمه الصالون الثقافي العربي، بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة ، و غاب عن الحفل وزير الثقافة د. جابر عصفور ، كما انصرف أمين عام المجلس الأعلى للثقافة محمد عفيفي معتذرا بعد إلقاء كلمته لانشغاله باجتماع مع وزير الثقافة ، فيما حضر الندوة السفير اللبناني خالد زيادة، والدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء الأسبق .
وفى تصريحات خاصة لشبكة ” محيط ” قال الكاتب عن أفضل وصف لمشواره الفنى و العام ، ” أنها رحلة فى المضارع .. و رحلة فى المستقبل ” ، مؤكدا لا أفكر فى الماضى ، و دائما لدى أمل فى قادم أفضل ، و حتى الآن أشعر أن أفضل ما لدى لم يخرج بعد للنور .
و بسؤاله عن حملته التى سيطلقها من لندن ، قال أنه عقد اجتماعات مع منظمة شئون اللاجئين بصفته سفيرا للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة ، و اتفق معهم على إطلاق حملة كبيرة لمساعدة النازحين العراقيين ، بسبب ” بلاوى ” داعش فى العراق ، قائلا : لقد ” دعشوا ” العراق ، و علينا أن نمد أيدينا للنازحين .
و برعاية منظمة الصحة العالمية ، يتم التحضير لإطلاق الحملة فى حفل كبير بجنيف قريبا ، و ستذهب أرباح الحفلات بالكامل للنازحين العراقيين .
و عن مشاريعه القادمة ، قال أنه يحضر فى الفترة القادمة للذكرى الـ 17 لبيت العود ، و الذكرى الـ 7 لبيت سعود فى أبو ظبى فى شهر فبراير ، بالإضافة لحفلاته الشخصية فى مصر و أسبانيا و فرنسا .
صوفية العازف
قال شمه فى كلمته أنه نشأ فى قرية الكوت بالعراق ، التى عرفت باتجاهها اليسارى ، و أنه شارك و هو طفل فى السابعة من عمره فى الاجتماعات السرية للشيوعيين ، عندما أصر على والده أن يعمل ” صبى حلاق ” لدى محل ” عم محمد ” ، فقط ليشهد تلك الاجتماعات السرية التى كانت تقام فى المحل كل اثنين ، عندما يغلق المحل ستاره .
و عندما ألقى النظام بالشيوعيين فى السجن ، عمل شمه بائع للجرائد ، و كان يخفى الجرائد الشيوعية داخل الجرائد الحكومية ، ليسربها للمساجين فى سجن ” كوت ” ، و عندما أمسك به أحد الضباط ، أجابه شمه : أنا مجرد طفل ، و لا أعرف شيئا سوى أنى أوزع ما يسلم لى من جرائد .
لفت شمه أن هذا الجو هو الذى ساهم فى نشأته و اثر فى موسيقاه ، فبرغم إن الشيوعيين كانوا منبوذين من الدولة ، و لكن كانت القرية تقدرهم ، لأنهم شغوفين بالقراءة ، فكانت ” كوت ” تحترم المثقفين حتى لو كانوا ضد النظام ، و كان ذلك فى عهد الرئيس العراقى الراحل صدام حسين .
و قال شمه : أنا قارئ نهم هكذا استطاعت أن أرى العالم بأبعاد مختلفة فكلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة ، مشيرا أن شعب العراق تعرض لنكبات متتالية و على الجميع أن يمدوا أيديهم إليه سواء بالفن أو الكلمة .
و تابع الفنان العراقى قائلا : تعلمت أن أخدم الفن ، حتى أستطيع أن أخدم الجانب الإنساني بشكل أكبر ، ففى طفولته كان يستيقظ فى السادسة صباحا ليبيع الخبز ، حتى يشارك بالتبرعات التى ترسلها المدرسة كل خميس إلى أطفال فلسطين ، و أكد شمه أن ” راحة القلب أهم من الملايين .. و الله منحنا الموهبة لنكون قريبين من الناس لا لنزيد أرصدتنا فى البنوك ” .
و لفت ” زرياب الصغير ” أنه عندما سئل عن نبرة ” الحب ” فى أغانيه و أوتاره ، قال أن الموسيقى مصفاة القلوب ، و على خشبة المسرح فتوحاته ، و أن الأكثر قربا من الموسيقى هو الصوفى الحقيقى فهو يرى ما لايراه الآخرين .
و بسؤاله إذا كان يخشى أن يتجاوزه تلاميذه ، أجاب : ياليت .. فأنا لا أبخل بشئ على تلاميذى ، و الموسيقى لا تحب البخيل .
إشراق
عن الكتاب قال نصير شمه أنه برغم صدور العديد من الكتب عنه ، و لكن ” إشراق ” يختلف بأنه الأول الذى يتناول الجانب النقدى و التحليلى لأعماله ، مشيرا أن ما يميز النقد أنه يعطى الحق لأصحابه ، فكشف الباحث على عبد الأمير عن المقطوعات الموسيقية لشمه التى سرقها آخرون ، و بعض الألحان التى أخذت و دمجت مع ألحان أخرى .
وأشار شمه، إلى أن مسمى الكتاب ، مأخوذ عن احدى مقطوعاته الموسيقية ، موضحا أن الاسم يحمل بعد صوفى و روحانى .
و عن مؤلف الكتاب ، قال شمه أن الأمير رافقه منذ طفولته ، و كان شاهدا على مشواره خطوة بخطوة ، و إن اختلف مع بعض النقاط فى الكتاب و لكنه يحترم النقد ، مؤكدا أنه لم يقم بالتدخل فى الكتاب بأى شكل منذ أن أرسله له الباحث كمسودة .
ولفت شمه، إلى أن هناك عدد كبير من الكتاب والمثقفين شاركوا بمقالاتهم فى الكتاب ، حيث ينقسم الكتاب إلى جزأين 250 صفحة للجانب النقدى للباحث الأمير ، و 200 صفحة تحوى مقالات المثقفين و منهم الراحل خيرى شلبي، والدكتور جابر العصفور، والدكتور يحيى الجمل، والسفير اللبناني خالد زيادة، والدكتور محمد الخولي، والدكتور صلاح فضل، والدكتور قيس العزاوي.
أيقونة العود
قال الأمين العام للمجلس الاعلى للثقافة محمد عفيفى إن نصير شمه ظاهرة فى عالم الفن ، يتمتع بروح الفنان ، و له دور فى العمل العام ، و عضو مؤسس فى الصالون الثقافى العربى ، كما أسس لمدرسة تعليم العود فى فرنسا ، مشيرا أن عنوان الكتاب معبر عن نصير شمه الفنان و الإنسان.
من جانبه قال د.يحيى الجمل إن العلاقة بين الصوفية و فن نصير شمه وثيقة ، فشمه فنان صوفى راقى .
و قال خالد زيادة سفير لبنان ، إن نصير شمه ليس موسيقيا عاديا ، بل ظاهرة ، و أيقونة للعود فى العالم العربى ، مشيرا أن الكتاب تناول البيئة التى نشأ فيها شمه و ما مر به العراق من أحداث جسام ، و أن أهمية الكتاب فى تناوله لموهبة هامة ، واصفا الكتاب بأنه تجربة ثرية عن حياة نصير شمه .