يذهب اليوم بما فيه ويجيئ الغد لاحقا به، فكأن كل امرئ منكم قد بلغ من الأرض منزل وحدته، فيا له من بيت وحدة ومنزل وحشة ومفرد غربة!
آه من بعد السفر
دخل ضرار بن حمزة الضبائي على معاوية،
فسأله هذا عن الإمام علي، فقال ضرار:
فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى
الليل سدوله وهو قائم في محرابه قابض على
لحيته يتململ تململ السليم (١) ويبكي بكاء
الحزين، ويقول:
يا دنيا يا دنيا، إليك عني! أبي تعرضت؟ أم إلي تشوفت؟ لا حان حينك (٢)! هيهات! غري غيري، لا حاجة لي فيك، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير! آه من قلة الزاد، وطول الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد! (٣)