كنت فى العشرين من عمرى انذاك الوقت.... وكانت العمارة مدينة هادئة ينام اهلها وتخلو شوارعها من اول الليل .... وكانوا يستيقظون من قبل الفجر وكان السوق المسقوف عامر بالحركة والنشاط فى الصباح الباكر وكان العمال يتناولون فطورهم وبعض القرويون الذين يأتون من اجوار العمارة ... وكل منهم يفطر ما يروق له من طعام وفى الغالب كان هناك نوعان من الفطور ... النوع الاول عبارة عن لحم راس الجاموس يسمى (باجا) وكانت اكله ممتعة وشهية ولا اعلم هل هى موجودة الان ام الجيل الحالى لايقبل عليها ... اما الاكلة الثانية فكانت (القيمر والصمون) وقبل شروق الشمس لا تجد هذا ولا ذاك من كثرة الطلب علية...وكان سعرها لا يتعدى (الربع دينار).... عن خير العراق اتحدث.... ادام الله العراق وادام خيرة واهلة امين يارب العالمين....