استجواب
براءةً للذمة
--------------
جــراحـيَ جـــذوةٌ ودمــيْ رمــادُ
وتـحـمـلني عــلـى وجـعـيْ بــلادُ
صــبـاحُ الـطـيـبين رغــيـفُ خـبـزٍ
ومـــائــدةُ الــلـئـامِ كــمــا أرادوا
لـمـاذا جـعـتَ ؟ لـم أشـبعْ وعـوداً
ولـــمْ يـقـطـعْ مـسـافـاتي الـمـدادُ
جـبـيـنيَ شــاحـبٌ وفـمـيْ بـعـيدٌ
أكـــادُ أقـــولُ .. لـكـني أكــادُ !
الى متى يؤرقنا السهاد ؟
لأنــــيَ لــــمْ يـفـارقـني الــحـدادُ
لأنـيْ شـختُ فـي الـساحاتِ لكنْ
عــرفـتُ الأدعـيـاءَ وإن تـعـادوا !
عــرفـتُ الآن أنـــيَ كــنـتُ طــفـلاً
ولــكـنْ لــيـسَ يـنـقصنيْ الـنـفادُ
فـــؤاديَ لـــم يــشـخْ إلا جـراحـاً
عـلـيـهـا يـسـتـحـيلُ الاعــتـيـادُ !
طـعـونُ أخــي وسـكينُ ابـن عـمي
ولـــيــلٌ لا يــنــامُ بــــهِ الــسـهـادُ
لــهـذا لـــم تــعـدْ تـغـفو ؟ لـهـذا
تــعــبـتُ ولــــمْ يـؤنـبـنـي الــمــرادُ
أنـــا ابــن مـخـافتينِ ولــدتُ كـهـلاً
وقـبـري فــي صـحائفيَ الـسوادُ
وقــــدْ قــــدرتُ أنـــي مـــتُ قــبـلاً
ولــكـنْ ظـــلَّ يُـمـسـكني الـعـنادُ
أنــا يـا قـافزين عـلى الـضحايا
فــــؤادٌ لا يُــحــسُ بــــهِ فــــؤادُ !
أنـا بـيتُ الـشهيدِ يـرى ويُصغيْ
لـــمــن يـبـكـونـهُ وهــــوَ الــجـمـادُ
فــيـشـهـقُ حـــائــطٌ لـــدمــوعِ أمٍ
وتـنـتـحـبُ الــزوايــا أو تــكــادُ !
أنــــا أبــنــاءهُ كــبـروا صــغـاراً
بــحــزنٍ لا تُــحـيـطُ بـــهِ الـعـبـادُ
أنــا الـحـلمُ الــذي سـكـنتْ عـليهِ
عــيــونٌ لـــم يـؤرقـهـا الــزنـادُ !
لـهـذا لــنْ أُشــاركَ فــي اقتتال!
وليْ يا مُجْهَدَ الفتوى اجتهادُ !!