.
.
.
.
ـ
أستاذ حمام ..!.
____________
.
.
... ذات عشية خالية من الدّهشة
كان تلفازنا يعرض فيلماً يفتقر لزخرف الألوان
يشدو فيه عبد الوهاب بلحن عذب وقصيدة كُتبتْ بحبرٍ ملتاع
لمحتُ بذلك المشهد رجلاً يقف في ظل الحكاية
وقد استحلب ذلك النَّغم دمع الحمام المطمئن في صدرهـ
كان يُخبئ في قلبه المسن عشقاً ذهبياً متيناً عن صبا حبيبة تجاوره
ولا تُبصر دماء قلبه المُنسابة على خديّه
وهو يُراقب توقها العابث لماسة العشق بقلوب أُخرى
كان ذلك الرّجل أستاذ حمام الذي يُكابد دمعة صاخبة
ينازلها لـ تجّف وتنازله ليصرخ معلناً عن وجوده في حضرة حبيبة تجده ليس مرئياً
ويبتلع دمعه بصورة تجرح كلّ قلوب الأرض حين يقول عبد الوهاب
( وكلّ ده وأنت مش داري يا ناسيني وأنا جنبك )
مُنذ تلك العشية ووجه نجيب الرّيحاني ( أستاذ حمام )
مطبوعاً بذاكرتي وهو يُجسّد ذاك الإلتياع الإنساني بعبقرية فذّة وخشوع
كان مشهداً أخآذاً
غرس بقلبي وعيني كلّ ألوان الألم الوجداني رغم أنف عدسة التصوير ذات اللونين
كان ذلك المشهد في فيلم غزل البنات
وتحديداً في أُغنية عاشق الرّوح لـ عبد الوهاب
لم يلامس قلبي في حكايا الحبّ ذات القلب الواحد
ألماً أكثر قدسية من ألم أستاذ حمام ..!.
.
.
.