.
.
.
.
حين قال له كاتب مغرور : أنا أفضل منك ، فإنك تكتب بحثا عن المال
وأنا اكتب بحثا عن الشرف ..
فقال له برناردشو على الفور : صدقت ، كل منا يبحث عما ينقصه ..!.
ـ
لو كان لديك تفاحة ولدي تفاحة مثلها وتبادلناهما فيما بيننا سيبقى لدى كل منا
تفاحة واحدة. لكن لو كان لديك فكرة ولدي فكرة وتبادلنا هذه الأفكار، فعندها كل
منا سيكون لديه فكرتين.!.
كانتْ ليلةً دمشقية عذبة كـ كلِّ ليالي دمشق
حين تُسدلُ قلائد الضّوء على مسائها وقلبي ..!.
أعشق دمشق , استنشقتُ فيها الكثير من الحبِّ الذي يُعلّقه أهلها
على صدورهم وشرفاتهم والأرصفة التي احتوتْ خطونا المشرّد ..!.
كان كلُّ شيءٍ في تلك الليلة أنيقاً
إحساسي , شرفتي التي توضأتْ للتوّ برشة سماوية باردة ..!.
وإبريق الشّاي السّعيد بـ إعلان صِبا الهال في جوفه بصوتٍ
ليس بوسعِ أنوفنا وقلوبنا تكذيبـه ..!.
راودتني أناقة تلك الليلة لممارسة الحياة بـ نهم حتّى إني أوصدت الأبواب
بوجه كلَّ شياطين القلق التي سعتْ جاهدة لـ تفزعني بدنو غدٍ أسود
لكنّني كنتُ شجاعةً بما يكفي لـ إفراغي مني ومن كلّ شيء بوسعه تعكير صفو هذا المساء الأزرق
كنت مؤمنة أَنَّ أناقة تلك الليلة لم يكن حدثاً عابراً فقدوم الأشياء الجميلة تُحفز الحياة لتبدو شهية
كـ رغيف خبز ساخن في ظهيرة جائعة
فمن بوابة ذلك المساء أطلَّ ( برنارد شو ) بإنسانية مضيئة على قلبي
يمتطي صفحات كتاب أسود مغمور بالغبار ومُلقى على حافة رفّ منسي ..!.
ذلك الرّجل الذي كان أسلوب حياته هو الكتاب الأعظم من كلّ مؤلفاته حيث أثبت لنا بحقّ فكرته التي
صاغها في قوله الشَّهير
( وإنَّما يكون الإنسان فاضلاً إذا أعطى المجتمع الذي عاش فيه أكثر مما أخذ )
ذلك الرَّجل الذي أطفأت نيويورك أنوارها خمس دقائق عند رحيله وأغلقت الهند مدارسها يوماً كاملاً بعد
أن سمى بالفكر الأوربي لأربع وتسعين عاماً ..!.
.
.
في الحقيقة لم أقرأ مؤلفاً واحداً لـ برناد شو , وبالتأكيد لست زاهدة بالنّشوة الذهنية جراء القراءة له ولكني
بحقّ لم أجد وقتاً بعد وأيضاً آمنتُ أَنَّ سيرته هي الكتاب الأجمل والأكثر تأثيراً له ..!.
.
.
( القاعدة الذهبية هي أنه لا يوجد قواعد ذهبية. )
ألقمونا في الصّغر صوراً مشوهة عن المجتمع الغربي حتّى آمنتُ بأَنَّه خالٍ من الفضيلة لا يعرف الإنصاف
ولا يُجيده ولأنَّني كمعظم الآدميين أميل لرفض أيّة فكرة جديدة لا تُطابق ما أعتدتُ عليه وتوارثته
لم يكن من اليسير عليّ أن أتقبل فكرة إصابتي بـ تشنج عقلي تعطلتْ معه مرونتي الفكرية
ولكن ( برنارد شو ) كان أول من دعاني برُّقي ورقة لأنْ أغسل رأسي من ذلك العفن .!.
.
.
( الحيوانات أصدقائي.. وأنا لا آكل أصدقائي. )
ذلك الرّجل النّباتي الذي أبى أَن تكون أمعائه مقبرة لجثث الحيوانات والذي لم يدّخن في حياته قط وما شرب الخمر
إلا في سنينه العشر الأخيرة
ولم يتلق تعليماً جامعياً أو مدرسياً وعكف على تعليم نفسه بنفسه ليكون ذلك الفيلسوف العميق
والمؤلف المسرحي المبدع والأديب الرّصين , كان من أسمى النُّفوس البشرية التي جسدتْ مفهوم البرّ بالمجتمع
والحياة .!.
.
.
( أن تكره الآخر ليس إثماً عظيماً، لكن أن تتجاهله هو الوحشية بعينها. )
ذلك الرّجل الذي صرخ بوجه بريطانيا وبكى قبل المصريين في مأسآة ( دنشواى ) بريف مصر
ذلك الرّجل المُنصف الذي لم يمنعه معتقده مِن أَن يكون الرّسول محمد ( عليه افضل الصّلاة وأتم التسليم )
قدوته الرّوحية فكان مؤمناً بأَنَّه الرّجل المنقذ فقال فيه :
"إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً،
لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً،
وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية،
وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".
"لو تولى العالم الأوربي رجل مثل محمد لشفاه من علله كافة،
بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية، إني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الديانة الوحيدة
التي تجمع كل الشرائط اللازمة وتكون موافقة لكل مرافق الحياة،
لقد تُنُبِّئتُ بأن دين محمد سيكون مقبولاً لدى أوروبا غداً وقد بدا يكون مقبولاً لديها اليوم،
ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد يحل مشاكل العالم."
شو المنصف الذي ملأ الدّنيا فكاهة بطرائفه وواقعيته وتمسّك بالمسرح لشرح مشكلات المجتمع
كان رجلاً شريف الفكر , منصفاً يستحق أَن ننظر له بإجلال وتقدير
.
.
( الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يثير رعبي.. بينما لا يشكل الأسد الشبعان أي
أذى؛ فليس لديه أي مذاهب أو طوائف أو أحزاب )
منذ تلك اللليلة عاهدتُ نفسي أَن أكون صديقة لكلّ الشرفاء المنصفين في الأرض على أيّ دينٍ كانوا
أو مذهب وبأيّ لون وعرق ولدوا ..!.
.
.
( استطاعت الإنسانية أن تحقق العظمة والجمال والحقيقة والمعرفة والفضيلة والحب
الأزلي، فقط على الورق. )
مصادر المقال تنوعت بين بعض الكتب ومواقع الأنترنت
ما لُوَّن بالأزرق هي مقتطفات من أقوال جورج برنارد شو
تحية طيبة وسلام