السومرية نيوز / البصرة
مجموعة من السيارات التي لم تفقد بريقها ورونقها رغم مرور عشرات السنين على تصنيعها جاء بها أصحابها الى مرآب كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة البصرة للمشاركة في أول معرض للسيارات الكلاسيكية يقام في المحافظة، وبعض مالكيها عز عليهم قيادتها الى موقع المعرض حرصا عليها فنقلوها على متن شاحنات.
واستحوذت سيارة كانت ضمن الموكب الملكي على اهتمام معظم زوار المعرض الذي تزامن افتتاحه مع امتحانات الفصل الدراسي الأول، إلا أن ذلك لم يمنع طلبة الجامعة من التوافد بكثافة، والكثير منهم التقطوا بهواتفهم المحمولة صورا تذكارية مع سيارات كانت تسير على طرقات مدينتهم قبل أن يولدوا هم ويبصر النور آباء بعضهم.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمعرض محمد دحام ناصر الخليفة في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المعرض الذي احتضنته الجامعة يتضمن 19 سيارة أقدمها سيارة من نوع (Austin) كانت ضمن الموكب الملكي ويعود تصنيعها على الأرجح الى عام 1926، والسيارات الأخرى أكثرها مصنوعة في أوروبا وأميركا خلال الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات"، مبينا أن "السيارات بعضها يمتلكها هواة، وجزء منها تحتفظ بملكيتها عائلات بصرية عريقة".
ولفت الخليفة الى أن "بعض السيارات المشاركة في المعرض لا تقدر بثمن كونها نادرة وتبدو بحالة ممتازة رغم قدمها، اما السيارات الأخرى فأسعارها تتراوح ما بين 50 الى 120 ألف دولار، وهي بذلك أغلى بكثير من أية سيارة حديثة فاخرة متوفرة في معارض تجارة السيارات"، مضيفا أن "بعض المشاركين في المعرض نقلوا سياراتهم الكلاسيكية الى موقع المعرض على ظهر شاحنات حرصا منهم عليها، إذ يخشون من اصطدامها أو استهلاك أجزاء منها في حال قيادتها، كما ان القليل من الهواة الذين تلقوا دعوات مشاركة اعتذروا عن تلبيتها خوفا على سياراتهم أو لانها قيد الصيانة".
وأشار الخليفة الى أن "السيارات المعروضة جميعها تحمل لوحات مرورية صادرة في البصرة وبغداد باستثناء سيارة زرقاء مسجلة في الأنبار"، معتبرا أن "بعض السيارات تحمل لوحات ذات أرقام مميزة، منها سيارة حمراء مزودة بسقف قابل للطي من نوع (Chevrolet) موديل عام 1955 تحمل الرقم (85)، وهذا النوع من الأرقام يشكل قيمة مضافة الى السيارة، بحيث يصل ثمن التنازل عن ملكية اللوحة ذات الأرقام الفريدة الى 20 ألف دولار".
وأكد رئيس اللجنة التحضيرية والناشط في نادي البصرة لسيارات السرعة أن "المعرض باعتباره الأول من نوعه في البصرة يشكل حافزا لهواة اقتناء السيارات الكلاسيكية، وهو يشجعهم على تنظيم المزيد من المعارض العامة المشابهة"، موضحا أن "هناك محاولات جادة لتأسيس ناد في المحافظة لهواة السيارات الكلاسيكية، خاصة وأن عددهم في تزايد مستمر".
من جانبه، قال مدير المركز الثقافي في جامعة البصرة علي لفتة خلف في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المعرض يكتسب أهمية ترفيهية، وأيضا ينطوي على فائدة علمية لطلبة كلية الإدارة والاقتصاد، فهم قرأوا كثيرا عن تطور صناعة السيارات والمكائن، ودرسوا تجارب إدارية وصناعية تتعلق بشركة (General Motors)، وكذلك شركة (Ford)، والمركز الثقافي ساعد على جلب جزء من المنجز الصناعي السابق للشركتين الى موقع الكلية ليطلع عليه الطلاب عن قرب، لاسيما وانهم ولدوا خلال الثمانينيات والتسعينيات ومعظمهم لم يشاهدوا تلك السيارات في الشوارع"، مضيفا أن "المركز الثقافي للجامعة يخطط لجعل المعرض تقليدا سنويا بالتنسيق مع أصحاب السيارات الكلاسيكية".
وبحسب أحد هواة حيازة السيارات القديمة ميثم العتابي فإن "الاقبال على ارتياد المعرض كان جيدا، ونطمح الى إقامة معرض آخر خلال العام الحالي خارج نطاق الجامعة لان جمهور المعرض الحالي اقتصر على الطلبة والتدريسيين لصعوبة دخول المواطنين الى الحرم الجامعي"، مبينا في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "السيارة التي كانت ضمن الموكب الملكي ويعتقد أن الملك فيصل كان يستخدمها لاقت إعجابا كبيرا من قبل الجمهور، وهي تعد مفاجأة المعرض وأقدم السيارات التي تضمنها، ولذلك أزحنا الستار عنها بعد قص الشريط خلافا للسيارات الأخرى".
يذكر أن ظاهرة اقتناء السيارات الكلاسيكية لم تكن شائعة في محافظة البصرة، وعلى مدى أكثر من عشرين عاما كان تجار هذا النوع من السيارات يشترونها من أصحابها البصريين وينقلونها الى العاصمة بغداد واقليم كردستان، ونسبة منها تم تصديرها بعد عام 2003 الى دول الخليج التي يكثر فيها هواة اقتناء السيارت الكلاسيكية الثمينة، لكن بعد تزايد أعداد عشاق تلك السيارات في البصرة خلال الأعوام القليلة الماضية أخذ بعضهم يبحثون عنها في المحافظات الأخرى بدافع شرائها وجلبها الى محافظتهم.
رد مع اقتباس
