يقال أن الحليب المبستر المتجانس مضر بالصحة، فهل الحليب البودر المبستر المتجانس يدخل هذا الحيز أيضاً؟
إن البسترة هي عملية يسخن الحليب فيها لدرجات حرارة عالية جداً لقتل البكتريا الموجودة به، ولكن هذا التسخين يقتل أيضاً الإنزيمات الموجودة به بالكامل، حيث أنها مكونات حيوية في الحليب أيضاً، وفي الحقيقة يتحدد نجاح عملية البسترة بعد قتل كل الإنزيمات الموجودة بالحليب، فعندما تكون كل الإنزيمات قد قتلت فإن هذا معناه اكتمال عملية البسترة.
وهذه العملية لا تقوم فقط على قتل الإنزيمات والبكتريا الضارة بل هي تقتل أيضاً البكتريا النافعة اللاكتوباسيليوس، وهذا معناه أن هضم المواد الغذائية المتنوعة مثل البروتينات والدهون والسكريات عندئذ لابد أن يقوم بها الجسم بمفرده بدون مساعدة الإنزيمات المتكونة طبيعياً والبكتريا النافعة الموجودة بالحليب.
إن بسترة الحليب الهدف منها هو جعل الحليب آمناً بقتل الملوثات التي قد توجد به.
الحليب المبستر هو طعام خال من القيمة الغذائية.
أما الحليب المبستر المتجانس هو خليط، ولهذا فإن الدسم والماء لا ينفصلان؟ وهذا هو الحليب المتواجد بالسوبر ماركت والأكثر انتشارا والذي تكون نتيجة استهلاكه تناول الكثير من الدهون غير المرغوبة، فالحليب كامل الدسم الطبيعي يحتوي على طبقة من القشدة توجد على سطحه يمكن فصلها وشرب الحليب بدونها.
أما عملية إحداث التجانس بالحليب حتى لا تتجمع على سطحه هذه القشدة فهي عملية تقنية يحدث فيها تكسير الدهون الموجودة بالقشدة وتقنيتها لجزئيات صغيرة جداً، والجزئيات الدقيقة من الدهون الناتجة من تلك العملية تسمح للإنزيمات الميتة التي تسمى الإكزانثين بالدخول إلى أجسادنا.
وهذا الإنزيم يمكنه تدمير جدران الشرايين بإحداث أضرار في بطانتها. فالمشكلة هي أن الحليب المحتوي على هذه الجزئيات من الدهون الدقيقة المحتواة على هذا الإنزيم الضار يمكنها لصغر حجمها من النفاذ من خلال النسيج الداخلي للأمعاء الدقيقة وبذلك تسري في الدورة الدموية وتمر على الشرايين، أما في حالة الحليب غير المتجانس فإن هذه الجزئيات سوف تمر بصورة طبيعية بعد أن تهضم.
فوائد الحليب غير المبستر:
إن الفوائد التي نتحدث عنها تخص الحليب قبل تعقيمه بالغلي أو بسترته، وهذا النوع من الحليب يشبه الحليب الذي ترضعه الأم لطفلها قبل الفطام. إن هذا النوع من الحليب غير المعالج هو مكون حي مليء بالإنزيمات والبكتريا النافعة والفيتامينات والمعادن والدهون والبروتينيات واللاكتوز.
أما الحليب البودرة فإن من إحدى العمليات التي يمر عليها هي عملية البسترة، وبالتالي فهو مبستر لقتل البكتيريا التي يحتويها وهو يدخل في نفس الحيز.