شكرا على جهلكم وغبائكم!
جاءت مناسبة الذكري الرابعة للخامس والعشرين من يناير لكي تؤكد مجددا أن الغباء السياسي لا يزال هو العنوان الرئيسي لتفكير الجماعة وسلوك أتباعها حيث مازالوا يتوهمون أن دعوات الحشد يمكن أن توفر لهم جسر عبور جديدا يمكنهم من العودة إلي سدة الحكم بينما الحقيقة أن أعمدة هذا الجسر أعمدة متهالكة لا تستند إلي شيء سوي الغرور والغطرسة وسوء التقدير والعجزعن قراءة المشهد المصري ومتغيراته العميقة بعد 30 يونيو.
لقد أدرك الشعب المصري أهمية سلاح التجاهل فترك لهم شوارع خالية لكي يثبتوا قوتهم المزعومة فإذا بهم مجموعة شراذم تتقافز في الحواري والأزقة بكل رعونة من خلال محاولات يائسة وبائسة لإشعال بعض الحرائق أو زرع بعض القنابل أو إطلاق زخات عشوائية من الخرطوش بهدف القتل والترويع.
جاءت أحداث الساعات الأخيرة لكي تؤكد صدق وعي الشعب وعمق رؤيته في القراءة المبكرة لأخطاء وخطايا الجماعة التي مازالت تكابر وترفض الاعتراف بجرائمها التي هي ــ فيما يبدو ــ جزء من مخطط يستهدف مصر وشعبها .
وكم كنت حزينا وأنا أشاهد أحد قادتهم متحدثا في فضائيات اسطنبول عما سماه بخطة الإطاحة بنظام الحكم في مصر من خلال سياسة «توازن الرعب» التي سيتبعونها في هذه المرحلة بعد أن التزموا ــ علي حد كذبه ــ بالسلمية لمدة 18 شهرا وكأنهم بذلك يبعثون برسالة رعب وتخويف للشعب المصري بقدرته علي إشعال النيران وحرق الأخضر واليابس فإذا بالرسالة ترتد إلي صدورهم من شعب يملك ثنائية عمق الوعي وصدق الانتماء وفحواها أن حوادث التاريخ قد تتكرر ولكنها لا تؤدي إلي النتائج نفسها... وللأسف فإن هؤلاء أناس علمتهم تجاربهم ألا يتعلموا أو كأن التاريخ علمّهم ألا يتعلموا منه شيئا.
ولأنهم رغم طول عمر الجماعة لم يتمرسوا جيدا في السياسة ولم يسبحوا في مياهها ويغوصوا في ملفاتها فقد غاب عنهم أن التاريخ له دوائر أو قواعد وإذا تكررت أحداثه فإنها لا تتطابق تماما... فشكرا لكم علي جهلكم وغبائكم!
خير الكلام:
<< لا يعرف الليل سوى من فقد النهار !
الاهرام