يظنون أني أبحث عن الحُبّ !! .. ألا يعلمون بأني الواهب الراهب في معبد العشق !! أَهدي إليه وأُضلُّ مَنْ أشاء .. وفي بحرعشقي أغرقتُ مَنْ تكبَّر على عواصفي ..
يظنون أني أبحث عن الأجساد !! .. ألا يعلمونبأني لستُ من آكلي لحوم البشر !!
ولم يتبقَّ في جسدي تضاريس إلا وأنهكتهاالأظافر الصارخة و الشفاه الملتهبة !!
يظنون أني أبحث عن السعادة !! .. ألا يعلمونبأني أنثرُ الفرح حيث تطأ ابتسامتي !!
بين يدي أرجوحة أطفال معلقة .. وبين حروفكلماتي أفعوانية ليلهو الكبار ..
يظنون .. ويظنون .. وتتراكم الظنون .. ألايعلمون بأنهم لي بظنونهم ضالّون !!
طفلتي تاهت منذ بضع سنين .. غادَرَت سفينتيدون استئذان .. ألقت بنفسها بين حطام السفن الغارقة .. لمَ ؟؟ كيف ؟؟ هي لا تعلم!! مجرد طفلة تهوى المغامرة ..
طفلتي .. تاهت .. لعِبَت .. غرِقَت .. ولنتعود .. تَرَكت لي بضعاً من أثوابها المبتلة برذاذ البحر .. وبقايا ألعابهاالمبعثرة في الأرجاء .. ونفحات عطرها ما زالت تقطن مع برد غيابها أرجوحة حضني ..حيث كان مهدها .. ومدينة لهوها ..
أبحث عن طفلتي .. في الحدائق .. بين زهورالزنبق .. بين قطرات الندى ..
أبحث عن طفلتي .. بين قصائد البحر المنحوتةعلى ألواح سفينتي المتهالكة ..
أبحث عن طفلتي .. بين ساعات الليل الثقيلةالطويلة .. بين السهر والسَحَر ..
أبحث عن طفلتي .. بين أغنيات فيروز .. بينترانيم الكنائس .. بين أذكار المساجد..
أبحث عن طفلتي .. بين أوراقي المبعثرة .. بينأشعاري وقصائدي المُتعَبَة ..
أعزف على أوتار قيثارتي صرخاتي .. علّها ..تُنصِت .. تأتيني .. تمدُّ يدها ..
تهمس بسحر صوتها .. ها أنا .. وأصرخُ بدفءصوتي .. طفلتــــــــي ..