الإعتذار مهارة من مهارات التواصل الإجتماعي يجب على أفراد المجتمع تعلمها والتمسك لها ، فنحن كبشر نخطئ بقصد ، أو بدون قصد ونحن بحاجة للاعتذار حتى لا نفسد علاقتنا بالآخرين ، إذ أن الإعتذار كفيل بالمغفرة ونسيان الخطأ ، كما أن الإعتذار ثقافة علينا أن نتعلمها ونعلمها لأولادنا منذ الصغر ، فعندما ينشأ الطفل على ثقافة الإعتذار يعلم أنه ليس تقليل من شخصيته إنما يعلي من قدره .
إن الإعتذار سلوك يدل على شجاعة صاحبه ، فيكون من السهل عليه الإعتذار بسهولة وتواضع ، وتعد طريقة الإعتذار شئ هام لقبوله من الطرف الآخر ، وهي بالطبع تختلف من شخص لآخر تبعا لنوع العلاقة التي تربط بين الشخصين ، حيث أن الإعتذار داخل نطاق العمل يختلف عن الإعتذار بين أفراد الأسرة أو الأصدقاء والمحبين ، وهذا فن يجب علينا أن نتعلمه .
على الشخص أن يعترف أولا بمسئوليته ، ويحاسب نفسه على أخطاؤه مهما كانت صغيرة ، ولكنها قد تعني الكثير للطرف الآخر ، ثم يبدأ بتأهيل نفسه لهذه الخطوة ، ويحدد الأسباب والمبررات المقنعة للطرف الآخر حتى يقبل اعتذاره .
وعلى الشخص أن يؤمن بمبدأ التسامح ، والذي لا يتصف به سوى الأقوياء مع اختيار الوقت المناسب للاعتذار ، حيث لا يجب الإعتذار وقت الإنفعال والعصبية ، إذ يمكن أن ينقلب الموقف للعكس ، وتتطور عواقبه حيث لا يمكن حينها اصلاح أو الإعتذار ، مع عدم إطالة الفترة بعد حدوث الخلاف .
أفضل أسلوب للإعتذار :
- تقديم الإعتذار وجه بوجه : وليس باجراء مكالمة ، أو ارسال رسالة ، إذ أن تعابير الوجه لها عامل كبير في اقناع الطرف الآخر لاعتذارك ، واحساسه بالصدق في عينيك ، مما يجعلك ليس بحاجه لكثير من الكلمات لتبرير موقفك ، مع الحرص على البساطة في تقديم الإعتذار وعدم المبالغة الذي قد يفهم خطأ .
- قدم الإعتذار المناسب لشخصية الطرف الآخر : مع اظهار شعورك بالندم خاصة في العلاقات الإجتماعية والعاطفية ، مما يثبت حسن نيتك ، ورغبتك في اصلاح العلاقة بينكما ، وينعكس على شخصية الطرف الآخر فيقدم على التسامح ومغفرة الخطأ .
- تقديم هدية : تعبر عما بداخلك من أسف وحب ، وهي طريقة فعالة لتقبل الطرف الآخر للاعتذار ، والتي لابد أن تكون مقترنه ببعض الكلمات اللطيفة المكتوبة ، أو الشفوية ، ثم تبدأ بعدها تبرير الخطأ مع وعود بعدم الوقوع فيه مرة أخرى ، مع اظهار مكانته وأهمية العلاقة بينكما .
- المفاجاة : إذ كانت تربط علاقة قريبة مع الطرف الآخر زوج ، أو صديق ، أو أحد الأقارب ، يمكنك التحضير لمفاجأة تسعده يحضرها المقربين لكما ، ويكونا عونا لإقناعه بقبول الإعتذار ، ويمكن أن تكون المفاجأة حفلة صغيرة .
- تدخل الأطفال : إذ كان الخلاف بين زوجين فمن اللطيف مساعدة الأطفال في تقديم الإعتذار للطرف الآخر برسالة شفهية ، أو مكتوبة يقوموا بتوصيلها ، قد تقوم بتوصيل كل ما يعجز عنه الكبير .- اختلاق سبب لبدء الحوار : في حالة وصول الخلاف للخصام ، من الذكاء التفكير في سبب مقنع ومفتعل للبدء في حوار يخص الطرفان ، مثل المسئوليات المشتركة بين الزوجين ، مسئوليات الأطفال ومتطلباتهم ، وهي كفيلة بفهم الطرف الآخر لمحاولة الإعتذار وقبولها دون الخوض في عتاب ولوم قد يزيد من حدة المشكلة .
- مساعدة الطرف الآخر : طريقة لطيفة لتقديم الإعتذار والصلح بين الزوجين ، أو الأبناء للوالدين ، السعي للمساعدة في ترتيب المنزل ، أو تجهيز الطعام ، والبدء في حوار يمحو من الذاكرة الخلاف وقبول الإعتذار .