بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



قال الله سبحانه وتعالى :

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ ".
الآية : 2-3 من سورة الصف.



أي: لِمَ تقولون الخير وتَحُثُّونَ عليه، وربما تَمَدَّحْتُم به وأنتم لا تفعلونه.

وتَنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به.

فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة؟

أم مِن أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل؟
.

إن الإيمان ليس مجرد كلمات يقولها الإنسان بلسانه ، أو عبادات ,إنما الإيمان سلوك ومعاملة وأخلاق تترجم إلى واقع حي يراه الناس ، فصاحب الإيمان الصحيح تظهر آثاره في السلوك والالتزام مؤشراً على صدقه وصلاحه.
والمؤمن لا يخالف قوله فعله ، وهو الذي يبدأ بنفسه أولاً فيحملها على الخير و البر ، قبل أن يتوجه بهما إلى غيره ليكون بذلك الأسوة الحسنة والقدوة المثلى لمن يدعوهم ، وليكون لكلامه ذلك التأثير في نفوس السامعين الذين يدعوهم ، بل إنه ليس بحاجة إلى كثير عندئذ ، فحسْبُ الناس أن ينظروا إلي واقعه وسلوكه ، ليروا فيهما الإسلام والإيمان حياً يمشي أمامهم على الأرض وليشعّ بنوره على من حوله ، فيضيء الطريق للسالكين ، وتنفتح عليه العيون ويقع في القلوب ، فيحمل الناس بذلك على التأسي والإتباع .. فهو يدعو بسلوكه وواقعه قبل أن يدعو بقوله وكلامه..

يجب علينا جميعاً أن نضعها هذه الآيات نصب أعيننا خصوصاً عندما نأمر الناس بالخير مِن تعلم التوحيد والعقيدة، والتحلي بالأخلاق الحميدة، والمحافظة على الصلاة وتحري الصدق والوفاء بالعهود وإعانة المحتاجين ....

فمن لا يفعل ما يعظ به فليس له أن يدعو بل عليه الفرار من الدعوة حتي لا يقع في مقت الله من دون أن يشعر .