فتاة من الكوت
دخلت بصمت إلى قاموسي
دون جيشٌ ولا حرب
مرقت بعبيرٌ من نرجس
فصبغت به صفحاتي القديمة
سكنت بلا ملل ولا كلل
ولوّنت أجزائي بلطف
فأصلحت المثقوب
وعالجت نصف المعطوب
وشطبت منه الجاف بلا خوف
فتاة من الكوت
زرعت نخلة
وأنتجت سُحُبٌ من الأمل
وألبست غلائل الورد مسراتها
وعتقت أنهاري بربيع صفائها
فتاة من الكوت
بلغت بثورتها اللطيفة
تخوم أفئدتي.. وأدراج شرييني
لم تحارب .. ولم تبارز
وقفت تتبحّر بعينيها
طلائع أفئدتي بنظرة شرقيّة
قاست المساحة ثمّ خيّمت
لم يعد بوسعي تحمُّلها
لم تحارب .. ولم تناور
فقط وفقط عسكرت
وأطلقت أغانيها الكوتيّة
فأيُّ النســـــــــاء هي ..؟؟
فتاة من الكوت
كالصاعقة نسجت الإجتياح
هجومٌ ليس كالهجوم
دون توحُّش التتر
ولا كبريّاء ذو القرنين
ولا شمائل الناصر
ولا غطرسة المماليك
دخلت أفئدتي المرابطة بسهولة
فتاة من الكوت
شعبيّةُ الحب
شفافةُ الطّبع
سحريّةُ الجمال
ملكت عصارة الأنوثةُ
الشرقية والغربية والشماليّةُ
في تكوينها آيات ومعجزات
فتاة من الكوت
أحرقت معتقداتي الفاسدة
وجدّدت منهجي المضطرب
ورتبت قصائدي المتوحّشة
وصنفت فصول طبائعي
متى أحزن ..
متى أبكي ..
ومتى أحارب ..
وكيف أثور ..
فتاة من الكوت
جعلتني أحبُّ الطفولة
أرسم صوري الخرافيّة
وألوّن جميع الأزهار
وأعشق النوم على رمال البحار
فتاة من الكوت
جعلتها نبراس مرجعي
وهندسة حياتي
فلا يهمني بعد اليوم غداً
ولم أعد دارياً بشكواي من الحزن ..!!
فتاة من الكوت .. أسطورةٌ لا تموت ..** شكراً