علاقة الطغيان بعبادة الدنيا
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله ربي جل علاه : فَإِذَا جَآءَتِ الطَّامَةُ الْكُبْرَى(34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الاِْنْسَـنُ مَا سَعَى(35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى(36) فَأَمَّا مَن طَغى (37)وَءَاثَرَ الْحَيـوةَ الدُّنْيَا(38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هَىَ الْمَأْوَى(39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى الْنَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى(41) من سورة النازعات
رسمت الآيات المبحوثة وباُسلوب رائع اُصول سعادة وشقاء الإنسانية، فجسدت بريشتها البيانية زبدة تعاليم الأنبياء والأولياء عليهم السلام.
فشقاء الإنسان يكمن في طغيانه وعبادته لجواذب الدنيا، وسعادته في خوفه من اللّه وتركه ما يُبعد عن ساحة رضوانه سبحانه وتعالى.
روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، أنّه قال: «إنّ أخوف ما أخاف عليكم إثنان: إتّباع الهوى وطول الأمل، فأمّا اتّباع الهوى فيصد عن الحقّ، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة».
و... هوى النفس: يضع حجاباً على عقل الإنسان، يزيّن له الأعمال القبيحة، يُشغل الإنسان بنفسه، يسلبه قدرة التمييز بين الصالح والطالح والتي هي أعظم نعمة على الإنسان، وبها يتميزّ الإنسان عن الحيوان، وهذا هو ما أشارت إليه الآية (18) من سورة يوسف في وقول نبيّ اللّه يعقوب(عليه السلام) لأولاده: (بل سولت لكم أنفسكم أمراً)
وباب الحديث أوسع بكثير من أن يلخص بوريقات، ولكننا سنكتفي بذكر حديثين عن أئمّة الهدى من أهل البيت(عليهم السلام)، لتناولهما مختلف جوانب الموضوع:
فعن الإمام الباقر(عليه السلام)، أنّه قال: «الجنّة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دحل الجنّة، وجهنّم محفوفة باللذات والشهوات، فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النّار».
وعن الإمام الصادق، أنّه قال: «لا تدع النفس وهواها، فإنّ هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى داؤها، وكفّ النفس عمّا تهوى دواؤها».
ولا يُدخِلَ اتباع الهوى جهنّم فقط، فله من الآثار السلبية حتى في الحياة الدنيا، ومن نتائجه: فقدان الأمن، وتخلخل النظام، ونشوب الحروب، وسفك الدماء، وإثارة النزاعات والأحقاد.
مما قرأت اليوم... تحياتي