اللهم صل على محمد وآل محمد
----------------------------------
منزلة العبّاس عند الزهراء وولدها الحسن عليهما السّلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
منزلة العبّاس عند الزهراء وولدها الحسن عليهما السّلام
روي أنّه إذا كان يوم القيامة واشتدّ الأمر على الناس، بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله بإذن من الله تعالى الإمامَ أمير المؤمنين عليه السّلام إلى ابنته الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السّلام لتحضر مقام الشفاعة.
فيقبل الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام إليها ويخبرها بما قاله أبوها رسول الله صلّى الله عليه وآله، ويطلب منها حضور مقام الشفاعة، ثمّ يسألها قائلاً: يا فاطمة، ما عندك من أسباب الشفاعة ؟ وما الذي ادّخرتيه لأجل هذا اليوم الذي فيه الفزع الأكبر ؟.
فتجيبه فاطمة عليها السّلام بقولها له: يا أمير المؤمنين، كفانا لأجل هذا المقام اليدان المقطوعتان من ابني العبّاس
وفي هذا الخبر دلالة كافية على قبول الله تعالى اليدين المقطوعتين لأبي الفضل العبّاس عليه السّلام، اللّتين قطعتا في سبيله، وفي نصرة دينه ووليّه.
وهو يدلّ أيضاً على علوّ مقام صاحب اليدين المقطوعتين عند الله تبارك وتعالى، وسموّ منزلته لديه، إضافة إلى علوّ مقامه عند فاطمة الزهراء عليها السّلام، حيث إنّها دعته ابناً لها عند قولها: كفانا لأجل هذا المقام اليدان المقطوعتان من ابني العبّاس، بعد جعلها يديه القطيعتين وسيلة للشفاعة في ذلك اليوم العظيم والموقف الرهيب.
العبّاس ومنزلته عند الإمام المجتبى عليه السّلام
لقد خاطب الإمام الصادق عليه السّلام عمّه العبّاس عليه السّلام في الزيارة المعروفة، التي علّم شيعته زيارة أبي الفضل العبّاس عليه السّلام بها، وقال: السّلام عليك أيّها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله، ولأمير المؤمنين والحسن والحسين صلّى الله عليه وسلّم.
فإنّ طاعة أبي الفضل العبّاس عليه السّلام لأخيه الإمام المجتبى الحسن الزكي عليه السّلام تكشف عن مقامه عنده ومنزلته لديه، وليس مقاماً متواضعاً ومنزلة عادية، بل مقاماً رفيعاً ومنزلة سامية، وذلك لأنّه عليه السّلام كان يطيعه عن علم تام، ومعرفة كاملة، ويقين راسخ، لأنّه عليه السّلام كان يرى في إطاعته له إطاعة لأمر أبيه الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، حيث أوصى بنيه وجميع أهل بيته، وشيعته ومحبّيه بالسمع والطاعة للإمام المجتبى الحسن الزكي عليه السّلام، ثمّ بعده لأخيه الإمام الحسين عليه السّلام.
وممّا يدلّ أيضاً على عظيم منزلة أبي الفضل العبّاس عليه السّلام عند أخيه الإمام المجتبى عليه السّلام، ورفيع مقامه لديه أن شرّكه الإمام الحسين عليه السّلام في تجهيز الإمام المجتبى عليه السّلام، وتغسيله له وتكفينه إيّاه، مع أنّه لا يلي تجهيز المعصوم إلاّ المعصوم، ومَنْ أوصى المعصوم، ورآه المعصوم صالحاً لأن يشارك المعصوم في تجهيزه.
والظاهر: أنّ أبا الفضل العبّاس عليه السّلام هو مَنْ قد أوصى الإمام المجتبى عليه السّلام أخاه الإمام الحسين عليه السّلام بمشاركته له في تجهيزه، ورآه الإمام الحسين عليه السّلام أيضاً صالحاً لذلك، فشرّكه معه في تجهيزه كما شرّك الإمام أمير المؤمنين ابن عمّه الفضل بن العبّاس بن عبد المطلب في تجهيز رسول الله صلّى الله عليه وآله، لكن مع إلزامه في تعصيب عينيه، خشية العمى إن وقع بصره على ذلك الجسد الطاهر، فإنّ غير المعصوم كما لا يحقّ له تجهيز المعصوم، لعدم المجانسة في العصمة والطهارة معه، فكذلك لا يحقّ له النظر إلى جسد المعصوم عند تجهيزه، وإلاّ عمي بصره.
بينما أبو الفضل العبّاس عليه السّلام قد شارك أخاه الإمام الحسين عليه السّلام في تجهيز الإمام المجتبى عليه السّلام، ولم يذكر في التاريخ أنّه عصّب عينيه أوغضّ طرفه عند مشاركته له، وهذا يدلّ على عظمة شأن أبي الفضل العبّاس عليه السّلام وجلالة قدره 1.
نسألكم الدعاء