الرحم شجنة من الرحمة
الرحمة هي شعور يشعر به الإنسان من داخله نحو إنسان آخر أو كائن آخر فنجد رحمة الأب بأبنائه ونجد رحمة الأخ بأخوه وهكذا, ولكن كان للرحمة في الإسلام لها شكل آخر متميز وبإن الإسلام دين يختلف عن كل الأديان السابقة فلابد من أن محتوى هذا الدين يختلف عن ما يعرفه الإنسان والمقصود هو أن إذا نظرت للرحمة في الدين الإسلامي تجدها تختلف عن الديانات الأخرى وهذا ما نجده في كثير من الآيات القرآنية وما يتحدث فيها الله عن نفسه ومدى رحمته الكبيرة وأيضاً الرحمة بين الناس وبعضهم وهذا ينوه إلى درس آخر وهو العفو.
الرحمة في القرآن
يوجد كثير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الرحمة ومنها ( قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَّمْ تَغْفِرْلَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الْخَاسِرِيْنَ ) وفي آية أخرى ( فَقَالُوْا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَّدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيـِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ) ونجد أيضاً ( يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مّن رَّبّكُمْ وَشِفَاء لِمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ ) كل هذه الآيات لا تدل إلا على رحمة وعظمة رب العالمين فلو كان الله يحاسب الناس بأعمالهم لغرق الناس في بحور من العذاب ولكن الله يعامل الناس برحمته التي لا نقدر أن نحاسب بدونها.
الرحمة في السنة
كان للنبي صلى الله عليه وسلم كثيرٌ من الدعوات التي كان يدعو الله بها ومنها ( اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت ) رواه أبو داوود, ونجد أن الرسول قال كثير من الأحاديث القدسية التي تخبرنا عن عظمة العظيم ورب العالمين ومنها حديث صحيح ( جعل الله الرحمة مائة جزء، أنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ) وقال أيضاً في حديثه ( الرحم شجنة من الرحمة، من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله) صدق رسول الله صلى اله عليه وسلم.
قصص الرحمة
ونجد أن لدينا كثير من قصص الرحمة التي ذكرها الله في كتابه فنجد منها رحمة الله بإبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما ألقي في النار وجعل الله من النار برداً وسلاماً على إبراهيم أليست رحمة الله واسعة ونجد أيضاً عندما وجد يوسف عليه السلام الرحمة في الجب وعندما وجدها في السجن ونجد أصحاب الكهف أليس من الرحمة أن يناموا وقت لا يقدر أن ينامه أحد حتى ينقذهم الله وأيوب عليه السلام عندما دعى الله أن يشفيه الله من المرض ونجاه الله برحمته و موسى الكليم عند مفترق البحر و محمد صلى الله عليه وسلم عند غار حراء وعلي بن أبي طالب على فراش النبي كل هذه رحمة لا يحصيها الإنسان.
بلاغة الرحمة
هل كانت الرحمة هي في الحساب فقط, بالطبع لا فإن إهتمام الأم بإبنها رحمة كما نجد أن كلمة الرحمة تتمثل في التوحد بين الناس وعدم التفرقة بينهم ففي حديث عن رسول الله قال ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على إثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة ،والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وإثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول من هم قال الجماعة ) أو كما قال رواه أبن ماجة وقال الله تعالى ( وَلَوْ شَاءَ ربُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَّاحِدَةً وَّلاَيَزَالُوْنَ مُخْتَلِفِيْنَ إِلاَّ مَنْ رَّحِمَ رَبُّكَ ) هذه بلاغة الرحمة التي لا يعرفها من ليس له قلب يشعر بكلام الله