هل تذكر يوما أنت ذهبت إلى موقع من مواقع تحميل الملفات، وحين أردت تحميل أحد الملفات، أدخلك على صفحة أخرى، تلك الصفحة التى قادتك إلى أخرى، ومنها إلى أخرى، ولربما فى النهاية لم تستطع تحميل هذا الملف.
إذا لم تدرك حقيقة ما كان يحدث معك، فأنا هنا لأخبرك الحقيقة و أنك تساوي الكثير على الانترنت ولكنك ربما لا تدري..
البداية
الانترنت بجميع مواقعه المستقلة فيه كلها لا يقوم دخله سوى على شيئين :
الشئ الأول: هو البيع و الشراء، وهي القلة القلية من مواقع الانترنت وأبرزها الموقع الأمريكي الشهير ebuy و ابنه paybal، والموقع الأبرز فى العالم فى مجاله Amazon.
الوظيفة الثانية: هي الإعلان، سواء الإعلان عن منتج أو وظيفة أو سلعة أو برنامج أو غيره، ففي نهاية الأمر يظل الأمر نوعا من الإعلان
وبالتالي فلن تجد موقع فى العالم إلا ويعتمد فى مصادر دخله على الإعلان إذا لم يكن البيع و الشراء، وما سوى ذلك فهو لا يمول نفسه، وتمويله يعتمد على الدعم الخارجي، بغض النظر عن مصدره، وتلك القاعدة يجب أن تضعها دائما فى الحسبان حين تتصفح مواقع الانترنت ويجب أن تدرك أن هذا ليس عيبا وسنتداركه فيما بعد بإذن الله.
كم تزن الإنترنت؟!
جوجل
جوجل هو الوحش المسيطر على سوق الإعلانات فى العالم بلا منازع، فلا عجب أن تجد أرباح جوجل من الإعلانات تتعدي ال 95% من مجمل دخله، رغم امتلاكه العديد من مصادر الدخل الأخرى، على سبيل المثال لا الحصر google play المسيطر على سوق الأندرويد على مستوى العالم.
وتظل العلامة المميزة دائما لإعلانات جوجل هي المثلث الأزرق فى الزاوية، و أظنك لا تذهب إلى موقع على الانترنت إلا وغالبا تجد إعلانا لجوجل.
ويعتمد جوجل فى تنفيذ هذه الإعلانات على برنامجين، هما google adsense و google [COLOR=#009900 !important]adwords ، ونحن ليس الآن فى بيان طريقة عملهما، ولكن إذا أردت الأستفادة، فما عليك سوى الضغط على زر بحث وستجد المئات من المصادر.[/COLOR]
الفيس بوك
ويلي العملاق جوجل فى سوق الإعلان على الانترنت، موقع الفيس بوك، ولا عجب فهما أكبر موقعين على الانترنت حاليا، وتقريبا المصدر الوحيد لتمويل الفيس بوك – المعروف على الأقل – هي الإعلانات، وفى الفيس بوك بالذات، لن تجد صفحة دون إعلان أو أكثر، والحقيقة أن الفيس بوك يتفنن فى الإعلانات الخاصة به.
فهناك إعلان suggest post، وهناك إعلانات جانبية وإعلانات الصفحات و غيرها، بل الأكثر من ذلك ، أن الصفحة الواحدة، قد يتغير فيها إعلان بعد فترة من التواجد فيها ليظهر إعلان غيره وهكذا، فهو لا يوفرلك خدماته لله وللوطن.
أين أنت من كل هذا؟
حقيقة أنت السلعة التى تباع وتشترى من كل هذا، فالمعلن حين يدفع من أجل جوجل لكي يعلن، فهو يدفع من أجل أن يظهر الإعلان لديك، وإذا لم يظهر لك الإعلان ، فالمعلن لن يدفع، والمعلن حين يدفع للفيس بوك من أجل الإعلان فهو أيضا يدفع من أجلك أنت، وتذكر دائما القاعدة التى تقول..
-إذا لم تدفع من أجل السلعة فتأكد أنك أنت السلعة-
وفى حسبة بسيطة، فى متوسط الحملات الإعلانية المنخفضة ذات الخمس دولارات على الفيس بوك، يظهر إعلان المعلن لدى حوالي 5000 مستخدم للفيس بوك، فتقريبا المعلن يدفع دولار من أجل ظهور الإعلان لدى ألف مستخدم ليسوا بالضرورة أن يكونوا مختلفين..
وبالتالي: فأنت مثلا إذا رفعت صورة على الفيس بوك، ورآها 1000 مستخدم فقط فى صفحتك، فى صفحة يظهر فيها إعلانان فقط، فهذه الصورة تساوي 2 دولار لدى الفيس بوك تقريبا، وتستطيع قياس ذلك على المنشورات والفديوهات وكل شئ تفعله على الفيس بوك بشكل خاص، و على الانترنت بشكل عام، وهذا هو سبب تمسكهم بك، فأنت تساوي الكثير على الانترنت.
الموضوع له جوانب إيجابية
موضوع الإعلانات على الانترنت ليس كله سئ بل أظنه ليس سيئا فى غالبه، فمشاكله تظهر حين يتم إفساد جودة الخدمة بسبب الإعلان كما فى كثير من مواقع تحميل الملفات، ولكن إذا نظرنا للجوانب الإيجابية، فأغلب المواقع القائمة حاليا على الانترنت قائمة بسبب تلك الإعلانات، فمن دونها لأغلق الكثير أبوابه، نظرا لعدم وجود مصادر تمويل، فكل المدونات والمواقع الصغيرة والمتوسطة تقريبا تعتمد على إعلانات جوجل وغيره من أجل التمويل.
ختاما.. هدفي من كتابة تلك الكلمات إذا لم تكن أحد هؤلاء الذين يعتمدون على الانترنت فى تحقيق الأرباح، هو بيان بعض السياسات التى تحكم الانترنت، فالأنترنت الآن هو القوة الأكبر التي تسيطر على العالم ولا شك عندي فى ذلك، وبناء عليه تستطيع تحديد بعض تصرفاتك مستقبلا على الانترنت، والحمد لله رب العالمين.