ترى!
أيوجدُ موتٌ خلفَ هذا الموتِ المنتصبِ في خلايا ذُعرِنا؟
أجبني أيُّها الصّوتُ الذي سيَحكيني...
بعدَ أن يُسكِتَ الموتُ صوتَ ظَنّي؛
ولن تَكونَ هانِئًا وأنت تنتَحِلُني.
يُجَلجِلُ الفَرَحُ الذي لا يُدرِكُ كُنهَ ذاتِه..
في نُفوسِ تَستَعمِرُها جاذِبِيَّةُ الرّغبةِ...
لتزهَقَ روحَ طِفلٍ لم يبلَغ عمرَ الكَلِمَة!
تَرَكَ لرأسهِ الذي يتَوَسَّدُ صَدرَ أمِّهِ أن يُتَرجِمَهُ..
غيرَ أنّ الذين يُدرِكونَ معنى ما يَقول؛
باتوا يضمَحلّون.
***
أيُّها الموتُ!
لطالَما رأيتُكَ ماثِلًا أمامَ عَينَيّ
رأيتُكَ تتَجَسَّدُ في اللّيلِ تَرَصُّدًا،
وفي النّهارِ صِراعًا،
وفي الفُصولِ تَحَوُّلًا،
وفي الأيّامِ تَسارُعًا...
لَم تَرُعني في كلِّ حالاتِك!
فقط حينَ رأيتُكَ تتَجَسَّدُ في العُيونِ خُبثًا..
تعَلَّمتُ أن أُحاذِرَك.
... صالح أحمد (كناعنه)