شكرًا لله على كلِّ حال
شكرًا بيضاءَ بحقِّ السَّماء
شكرًا حمراءَ تنبشُ أظافرَ الماء
شكرًا ما بين الأصابعِ تذرفُ التِّرحال
اقرأ
اقرأ مثل قوسٍ مشدودٍ على وطن
اقرأ جيدًا سِفرَ الغياب
أو اكتب على الصَّخرِ :
أنا ما نَتأتِ الكَلِماتُ جُرحًا مِن رَماد
فَلتَنتَصِرْ لُغَتِي
فَليَنتَصِرِ الشِّعرُ عَلى سَيفِ الحِصار
ما عدتُ أسمعُ سوى تجعُّدِ الذّراع
سأصنعُ بحرًا خشبيًا بلا رتاج
سأملؤهُ حنيِنًا وصَفصافًا وزرقة
إنَّه سيتكلَّمُ بهدوء
هأنذا أسمعُ زحفَ الخريف
أسمعُ الرِّيحَ تنهشُ كلَ ما في البال
عليكم ما على البحرِ من رقاد
البحرُ الَّذي تفوحُ منهُ ذاكرةُ موّال
زحفَ الظَّلام ..
فانطفأ في مخيلتي القمر
يا إلهي ! ؛
لا أستطيع تنضيدَ التَّرائب
تجلجلُ في صدري حوافر
الكلأ ، الكلأ يا جلجامش المحار
الكلأ يا حجرَ الماء
ها قد امتلأت إيلياءُ بالجنادب
فاربطوا أرصفتَكم بالقوارب
اربطوها معقوصةَ الخُطى
اربطوها والتصقوا أكثرَ بالتراب
تضاءلت السَّماءُ خيمةً خيمة
والنجومُ ما عادت هناك
سيُولدُ البحرُ هذه اللَّيلة
سيولدُ في صفد
سيُولدُ كالجليلياتِ السّاهرات
سيُولدُ رأسًا على نايات
تعالوا كلكم واحرثوا جسدي
احرثوهُ مبعثرًا بين التِّلال
وازرعوهُ دومًا ..
بالرُّمانِ وبالكرملِ والظِّلال !
محمد احمد الاسطل