يبحث الكثير من الأشخاص عن الشعور ببعض التوتر وتسارع ضربات القلب عن طريق مشاهدة أفلام الرعب في غرفة مظلمة ورفع صوت التلفاز ليعيشوا في داخل أجواء مغامرة عن طرد الأرواح أو الهروب من شبح شرير.
ولا يخلو أي فيلم رعب من أبواب تُفتح وتُغلق بمفردها أو قطع أثاث تنتقل من أماكنها بسيطرة من قوى مجهولة وأشباح وأطياف تظهر بطريقة مفاجئة، مع صوت خطوات تليها صرخات وربما ضربات مزعجة على الجدران في قاعات شاسعة من كيانات غير مرئية ولكنها ذات وجود ملحوظ.
هذا الأمر ليس في أفلام الرعب فقط، حيث يوجد على الأقل في ثلاثة كتب للصحفي والكاتب الإسباني المتخصص في الألغاز والظواهر الخارقة للطبيعة، فرانسيسكو كونتريراس خيل، تناولت وقوع مثل هذه الأحداث في أماكن يكتنفها الغموض وهي (بيوت مسكونة) و(أشباح) و(المجهول).
وأكد كونتريراس خيل وجود ما يسمى "سياحة الخوارق"، التي يُعتبر وقودها الأشخاص الذين يزورون الأماكن التي يشاع عنها أنها مسكونة، حيث يسعون لقضاء مغامرة عن طريق قضاء ليلة على سبيل المثال في غرف بفنادق لا يفضل أحد النوم بها بسبب ما يثار عنها.
وتتناول كتب "خيل" هذه الأماكن والظواهر الغريبة التي تحدث بها حيث يقود القارئ في رحلة داخل مباني يُفترض أنها مسكونة من قبل كيانات أو شهدت حوادث لا يمكن تفسيرها بشكل سيبعث بكل تأكيد القشعريرة.
- أطياف متحف الملكة صوفيا:
يقول كونتريراس خيل إن بعض عمال الأمن أبلغوا أن متحف الملكة صوفيا للفن بالعاصمة الإسبانية مدريد شهد وقوع بعض الحوادث الخارقة للطبيعة في القسم الذي يضم بعض أغراض مستشفى سان كارلوس العام والتي تم تعديلها وضمها للمتحف.
وتفصيلاً يقول الكاتب "توجد شهادات عن تحرك المصاعد حتى بعد فصل الكهرباء عنها أو فتح أبواب بصورة فجائية عقب غلقها بالمفتاح، بل سماع بعض عمال المتحف صوت خطوات بالممرات، فيما قال آخرون إنهم شاهدوا أطيافا في بعض القاعات".
-المتحف العربي المسحور:
يوجد قصر من طابقين في مدينة كاسيريس الإسبانية يضم ما يعرف باسم (منزل ومتحف يوسف البورش العربي)، الذي يطلق عليه أيضا "منزل الموتى"، حيث اكتسب شهرة بسبب الأحداث الغريبة التي تحدث داخله، كالسحر الذي يبدأ كل ليلة في نفس الموعد.
ووفقا لكونتريراس، فإن من سكنوا هذه البناية أدلوا بشهادات عن سماعهم ضربات قوية على أبوابه وجدرانه، بخلاف تحرك قطع من الأثاث بمفردها وانفتاح نوافذه فجأة دون أي تدخل بشري، وفي بعض الأحيان سماع ضوضاء لخطوات تمشي في الممرات تتوقف حينما يقترب شخص من مصدرها للتحقق منها.
بوليفار ... فندق الموتى في بيرو:
وتحتضن العاصمة البيروانية ليما واحداً من أكثر البيانات شهرة فيما يتعلق بالأرواح والأشباح في أمريكا الجنوبية وهو فندق بوليفار.
هذه البناية تعد بالفعل مصدراً للقلق، فهي منذ القرن العشرين كانت مسرحاً لأحداث لا تفسير لها لم تسبب فقط في تدخل قوات الأمن بسبب رعب النزلاء بل إغلاق عدد من غرفه وطوابقه، وفقا لـ"كونتريراس خيل".
يقول الصحفي عن هذا الأمر "الممرات الكبيرة ذات القبب في فندق بوليفار، ذلك الفندق الذي يعرف باسم (ركن الموتى)، كانت مسرحاً لظهور أشباح نزلاء وعمال قدامى أنهوا حياتهم داخل غرفة، مثل السيدة المتشحة بالبياض التي تتمايل مع صوت الرياح، ويشاع أنها شبح امرأة انتحرت في الغرفة 666.
"أميتفيل"... منزل الرعب:
يقع "منزل الرعب" في شارع أوشن بمنطقة أميتفيل في لونج أيلاند، بولاية نيويورك الأمريكية، حيث كان السكن هناك بمثابة حلم لكل من جورج وكاثلين لوتز بعد أن وضعا فيه كل مدخراتهما.
الحلم تحول لكابوس، وفقا للقصة المعروفة والتي حولتها (هوليوود) لفيلم سينمائي، حيث تعرض الثنائي طيلة 28 يوماً قضاها في المنزل لكل أشكال الظواهر غير المألوفة مثل ظهور أطياف وروائح كريهة وتحرك قطع الأثاث مما أجبرهما على الرحيل.
ويقول الصحفي الإسباني في روايته للأحداث "بدأ الأمر بظهور كميات كبيرة من مادة سوداء وكثيفة تشبه الطمي في المراحيض وبعد ذلك باقي المنزل، تلاها هجوم لأسراب من البعوض والحشرات الصغيرة في غرف النوم، ثم تغيرت شخصية جورج كما لو كان ممسوساً حتى رحلت العائلة عن المنزل تاركة كل متعلقاتها دون النظر للخلف".
وينشستر ... منزل الألغاز:
يعتبر كونتريراس خيل أن منزل وينشستر بسان خوسيه (كاليفورنيا) في الولايات المتحدة يعد من أكثر الأماكن غموضاً بالعالم.
حينما توفي زوج سارة وينشستر، الذي كان يعمل بمجال تصنيع الأسلحة، في 1881 أقنعت أرملته نفسها بحاجتها لحماية ضد الأرواح من كل الأشخاص الذين لقوا مصرعهم بالبنادق التي صنعها، وذلك وفقاً لرواية مؤسسة (وينشستر ميستري هاوس).
وطبقا للمصدر فإن المستشار الروحي لسارة أوصاها بالعثور على منزل يمكنه جذب الأرواح الجيدة وإبعاد تلك الشريرة، لذا تعاقدت الأرملة مع فريق من النجارين والحرفيين لإضافة غرف كثيرة للقصر المبنى على الطراز المعماري الفيكتوري الذي كانت تقطن به.
واستمرت عمليات توسيع القصر طيلة 31 عاماً حتى توفيت سارة في 1922 ، وبعدها بدأ العمال يسمعون أسماءهم تقال في همسات صادرة من ممرات البناية الكبيرة، بجانب ضجيج لخطوات، فيما أكد أحدهم رؤيته شبح الأرملة بعدها قرر جميعهم البحث عن عمل جديد، وفقا لما تؤكده مصادر من مؤسسة (وينشستر ميستري هاوس).
سراديب الموتى الباريسية ... الرعب المروع:
ومن ضمن المناطق الأخرى المليئة بالألغاز، ما يعرف باسم سراديب الموتى بالعاصمة الفرنسية، التي تعد بمثابة متاهة حقيقية على امتداد كيلومترين حيث تقع بقلب باريس تحت الأرض وتعتبر في الأساس المحاجر التي بنيت من حجارتها المدينة.
وتضم هذه السراديب التي تقع على عمق 20 متراً تحت الأرض مدافن لعدد يتراوح بين ستة وسبعة ملايين مواطن باريسي، حيث نقلت رفاتهم إليها في الفترة بين القرنين الـ18 والـ19.
"توقف هذه هي إمبراطورية الموت".
عبارة مكتوبة على لافتة معلقة بمدخل هذه السراديب، التي من قبيل المغامرة يزورها بعض شباب العاصمة، الذين خرجت منهم شهادات تؤكد شعورهم بأشياء غريبة مثل تحرك الهياكل العظمية للنيل منهم.
رد مع اقتباس
