تأهل منتخب العراق على حساب نظيره الإيراني بركلات الترجيح، وذلك بعد مباراة ماراثونية مجنونة، شهدت انقلابات وبطاقات حمراء ومشاعر وعواطف غير مسبوقة في تاريخ كأس أمم أسيا.
المنتخب العراقي برهن اليوم على ميزة تاريخية له، فهو دوماً يستطيع لعب دور الند في أسيا لأي كان، سواء كان في أفضل حالاته أو أسوأها، فلا يمكن تخيل منتخب العراق ينهار مثلاً ليخسر بنتائج كبيرة، فهو دوماً قادر بفضل قوة شخصية لاعبيه وإمكانياتهم البدنية والذهنية الوقوف نداً لأي كان في القارة إن خسر في النهاية بعض الأحيان.
أما الخطأ الذي كاد أن يكون قاتلاً والذي ارتكبه العراقيون اليوم، أنهم لم يسمحوا للكرة بأن تأخذ وقتها كما يجب بعد التقدم 2-1، وبعد التقدم 3-2، فهم لم يستفيدوا من الزيادة العددية التي كانت ستمكنهم من الاستحواذ على الكرة بشكل أفضل، فعادوا للدفاع متأثرين بالفطرة الكروية بأن من يتقدم في هذا الوقت عليه أن يدافع، لكن ظروف النقص العددي في إيران وإنهيارهم البدني كان يتطلب أسلوباً أخر.
فالمطلوب كان التعامل بمنطقية الحدث ولا منطقية كرة القدم، فالفريق متفوق بدنياً وعددياً، والمفروض بعد التقدم الأول كان أن تدور الكرة بشكل محبط للإيرانيين، يجعلهم يستسلمون للأمر الواقع، وليس إعطاءهم فرصة التقدم رغم نقصهم العددي.
ولا يمكن إلا الإشادة بما فعله منتخب إيران، وإن كان على حساب منتخب عربي، فما فعلوه من عودات تظهر قوة شخصية وقتالية واحترافية نادرة في هذه القارة، ويعكس ما جرى تبرير تأهل هذا المنتخب للمونديال البرازيلي العام الماضي.