الفقمة الرمادية فى المناطق القطبية..الغواص الماهر فى البحار والمحيطات
تعد الفقمات الحقيقية أو الفقمات عديمة الآذان واحدة من ثلاث مجموعات رئيسية من الثدييات داخل فيلق زعنفيات الأقدام، ويطلق عليها أحيانًا الفقمات الزاحفة وذلك لتميزها عن فقمات الفراء وأسود البحر، ويعيش العديد من الفقمات داخل المحيطات الموجودة فى نصفى الكرة الأرضية، ولكن يقتصر معظمهم على العيش فى القطبية ودون القطبية والمناطق ذات المناخ المعتدل، وذلك باستثناء النوع الأكثر استوائية، وهو الفقمات الراهبة، وتستخدم هذه الفقمات زعانفها الأمامية فى توجيه زحفها، بينما تكون زعانفها الخلفية مقيدة بالحوض بحيث لا تستطيع أن تجعلها تحت جسدها كى تتمكن من السير عليها، كما أنها تستطيع السباحة لمسافات طويلة وبشكل فعال وذلك بسبب ما تتمتع به من انسيابية مقارنة بفقمات الفراء وأسود البحار، وعلى الرغم من ذلك، فلا تتمتع هذه الفقمات بالرشاقة الكافية، وذلك لأنها لا تستطيع تحريك زعانفها الخلفية إلى أسفل ما يجعلها تحتاج إلى أن تتلوى مستخدمة زعانفها الأمامية وعضلات بطنها، وتعيش فى جزيرة هيليجولاند، 30 ميلا قبالة الساحل الألمانى فى بحر الشمال، وهو ما سجله مصور الحياة البرية “إيمار فايس” 44 عامًا.
تسمح الدورة الدموية لهذه الأنواع أن تغوص إلى أعماق كبيرة كما يساعدها على قضاء فترات طويلة تحت الماء بين الأنفاس أثناء الغوص يتم حبس الهواء بشكل إجبارى من الرئتين داخل ممرات جهاز التنفس العلوى
بينما تعرف الفقمات بالسرعة والمناورة وتشتهر هذه الأنواع بالحركة الاقتصادية والفعالة ما يسمح لها أن تطوف فى الأرض بحثًا عن الطعام
وتسبح هذه الأنواع عن طريق حركات جانبية لأجسادها وذلك باستخدام الزعانف الخلفية الخاصة بها إلى أقصى درجة ممكنة
لا تتواصل هذه الفقمات عن طريق “النبح” وإنما تتواصل فيما بينها عن طريق الصفع بالماء والشخير وتقضى هذه الأنواع معظم أوقاتها فى البحر ولكنها تعود إلى الأرض أو إلى قطعة من الجليد لتتزاوج وتتناسل
كما تقضى الإناث الحوامل فترات طويلة فى البحر باحثة عن الطعام ومكونة مخزونًا دهنيًا ثم تعود إلى منطقة تناسلها لتستخدم هذه الطاقة المخزنة فى تربية الصغار الرضع
تستمر فترة حمل الأم إلى 11 شهرًا ونصف
على الأم أن تبقى صائمة أثناء الرضاعة وذلك لبعد مصادر الطعام عن مكان الولادة لمئات الكيلومترات ويتطلب هذا الجمع بين الصوم والرضاعة أن تفرز الأم كميات كبيرة من الطاقة لصغارها فى الوقت الذى لا تأكل فيه